عشرات الجامعات العالمية تتسابق سنوياً للمشاركة في معرض نجاح أبوظبي، الذي يقام عادة مع نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام لإتاحة المجال أمام الطلبة، بالذات طلبة الثانوية العامة للتعرف على التخصصات الجامعية الأكثر احتياجاً في سوق العمل، في المقابل يشهد المعرض إقبالاً لافتاً من عدد كبير من طلبة المدارس للتعرف على واقع الجامعات والاستماع إلى مسؤولي الإرشاد الأكاديمي لعل وعسى يجدون المساعدة في تحديد التخصص الذي يرغب الطالب بالانخراط فيه بعد الانتهاء من الثانوية العامة.
إقبال جامعات عالمية على المعرض من مختلف دول العالم لا يأتي من فراغ، وإنما من واقع ملموس مفاده أن عدداً كبيراً من الطلبة يلتحقون في مختلف التخصصات في جامعات في دول عدة، لذلك تتسابق العديد من الجامعات إلى استقطاب الطلبة الدارسين في الإمارات لأسباب كثيرة على رأسها أهداف مادية تسعى لها بعض الجامعات.
أما بالنسبة للطلبة، فإنهم يتجهون للالتحاق بالجامعات في الخارج لعدة أسباب أهمها الانخراط في تخصصات قد تكون غير موجودة في الجامعات المعتمدة داخل الدولة، وسبب آخر هو الكلفة المادية التي تكون في العديد من الجامعات في الخارج أقل بكثير من كلفة دراسة بعض التخصصات الجامعية داخل الدولة، فعلى سبيل المثال رسوم دراسة طب الأسنان تصل في بعض الكليات الجامعية داخل الدولة إلى أكثر من 125 ألف درهم، بينما تتراوح ما بين 30 إلى 40 ألف درهم في بعض الجامعات بالخارج.
هذا الواقع يتطلب من أغلبية الجامعات المعتمدة استحداث وطرح تخصصات غير متوفرة ويسعى لها الطلبة في الخارج في ظل المتغيرات المتلاحقة في سوق العمل ومنها تطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي. والأمر الآخر هو ضرورة إعادة دراسة الرسوم الجامعية والحد من الكلفة العالية لأغلبية التخصصات الجامعية، فأغلبية الجامعات لا تقل فيها كلفة الرسوم عن 200 ألف درهم لمدة أربع سنوات لدراسة تخصص عادي، وهذا المبلغ يكفي لدراسة الطب في بعض الجامعات المعتمدة في الخارج.
نسبة كبيرة من الجامعات المعتمدة داخل الدولة التي يزيد عددها على 75 جامعة وكلية، مطالبة بمراعاة هذه التحديات التي يواجهها طلبة الثانوية العامة الذين يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن تخصصات في جامعات خارج الدولة، على الرغم من تحقيق جامعات داخل الدولة مراكز متقدمة عالمياً، فما زالت العديد من التخصصات الجامعية التي يقبل عليها الطلبة غير متاحة في أغلبية الجامعات المعتمدة في الدولة.
