سيطر على أفكارك

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

كما يقال، فإن كل شيء يبدأ من الفكرة، جميع مشاريعنا وتطلعاتنا وهمومنا ووجهات نظرنا، وأعمالنا، هي مجرد أفكار نعمل على ترجمتها على أرض الواقع. الأفكار هي المنطلق والأساس الذي من خلاله يقوم كل شيء، ولو أمعنا النظر في هذا الجانب، فإننا نجد فعلاً أن كل شيء ينطلق من الفكرة، ويبدأ كفكرة. وبما أن للأفكار كل هذه السطوة في حياتنا؛ بل لها كل هذا الحضور القوي الواضح، فإنه من المهم التعلم والتدرب على مهارة إدارة الأفكار. من المهم إتقان فن تغذية العقل بالأفكار الإيجابية الثرية المفيدة، والابتعاد قدر المستطاع عن الأفكار السلبية المدمرة المتواضعة.

الفصل بين الأفكار، والانتقاء بينها، قد يظهر أنهما عملية سهلة وبسيطة، لكنهما على درجة من الأهمية، ويتطلبان مهارة ومعرفة. وعملية الانتقاء والاختيار لها فائدة أخرى تتعلق بالعقل نفسه، فأنت تحمي عقلك، ولا تعطيه ما ينشغل به، إلا إن كان مفيداً وإيجابياً، وبالتالي تجنّبه الأفكار السلبية، وتجنبه التعامل معها. من دون شك أن هذا سيمنح العقل مساحة للتركيز بشكل أكبر، وتزويدك بالحلول التي فعلاً تكون ذات أثر كبير. الأفكار، مهما كان نوعها، تتسلل إلى عقولنا، وقد لا نستطيع صدها أو منعها، لكننا نستطيع تجاهلها، إهمالها، نستطيع التركيز وأن نكون على وعي دائم، بالأفكار التي تكون إيجابية، وتلك الأخرى التي تكون سلبية، ونعرف ما الذي سيفيدنا، وما الذي يجب إهماله وتجنبه وعدم الاهتمام به.

الدكتورة مونيكا فيرماني، طبيبة نفسية إكلينيكية، متخصصة في علاج الصدمات والتوتر واضطرابات المزاج والقلق، إضافة إلى كونها متحدثة ومؤلفة، تقول: «الخبر السار هو أنه عندما يتعلق الأمر بأفكارنا، يمكننا السيطرة عليها... عندما يتعلق الأمر بأفكارنا، نمتلك خيارين: أن نختار إعادة صياغة التفكير السلبي، من خلال تحدي دقة أفكارنا السلبية. أو أن نختار التفكير في كيفية تفكيرنا في حياتنا وأنفسنا. ويمكننا تحدي حقيقة أفكارنا السلبية، والاستعاضة عن تلك الأفكار السلبية بأخرى إيجابية. العملية واضحة: تحدي الأفكار السلبية، وإعادة كتابتها، وإعادة صياغتها، وتعزيز الأفكار الجديدة، والأكثر صحة، والأكثر تأكيداً للحياة.

من المهم أن تحافظ على الوعي بأفكارك، وأن تنتبه إلى الطرق العديدة، التي تؤثر بها أفكارك، الإيجابية والسلبية، في حياتك. احتفل بالتأثير الإيجابي للأفكار الجديدة، والأكثر دعماً والأكثر دقة التي عملت بجد لتطبيقها. لا ترفض أو تتجاهل المشاعر والأفكار السلبية عند ظهورها. بدلاً من ذلك، قم بتحدي وإعادة كتابة وإعادة صياغة الأفكار التي لم تعد تخدمك».

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cy64nh7a

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"