شيماء المرزوقي
تتعدد النظريات والآراء والنصائح التي تحاول أن تمهد طرق النجاح، أو ترشد لأقصر هذه الطرق. والذي نتفق عليه أنه لا يمكن تحقيق النجاح، من دون دفع الضريبة التي تتمثل في الجهد والعمل والمعرفة، فضلاً عن الحماسة والإيمان بجوهر الغاية، والهدف الأسمى.
بمثل هذه القيم، نتوجه نحو النجاح، لنتقدم خطوة، ونواصل السير نحو محطة أخرى تتطلب مقومات وغايات، ومتطلبات للنجاح فيها.
الدكتور جيفري بيرنشتاين، أخصائي نفسي، يتمتع بخبرة تتجاوز الثلاثين عاماً في تقديم الاستشارات الصحية النفسية، وتدريب الأطفال والمراهقين، والأزواج والأسرة، وهو مؤلف لعدة كتب، ومتحدث، ويقيم ندوات ومحاضرات، تحدث أيضاً عن النجاح، ووضع متطلباً مهماً لتحقيقه، قد يكون جديداً، أو أنه طرحه بطريقة سهلة الفهم والتطبيق، في مقال بعنوان: «الاستراتيجية الأكثر تجاهلاً للنجاح»، ونشره في موقع: «psychologytoday. com» جاء فيه: «إن دماغك عبارة عن كون يبلغ وزنه ثلاثة أرطال، يعالج 70 ألف فكرة كل يوم، باستخدام 100 مليار خلية عصبية تتصل بأكثر من 500 تريليون نقطة من خلال نقاط الاشتباك العصبي مع إشارات تنتقل بسرعة 300 ميل/ ساعة.
تشكل هذه الإشارات التي تنتقل عبر هذه الخلايا العصبية المترابطة، أساس الذكريات والأفكار والمشاعر. ومع ذلك، يقوم دماغك بالمسح والتسجيل والتخزين والتذكر والتفاعل مع التجارب غير السارة. وبالتالي، حتى عندما يفوق عدد التجارب الإيجابية عدد التجارب السلبية، فإن كومة الذكريات الضمنية السلبية، تنمو بشكل أسرع بشكل طبيعي. ونظراً للتحيز السلبي الطبيعي في أدمغتنا، نحتاج إلى بذل جهد واعٍ لتوجيه تركيزنا نحو نجاحاتنا؛ لتحريك حياتنا في اتجاه إيجابي».
والكلمة السحرية هنا هي التركيز على الإيجابيات، ومحاولة تجنب السلبيات، فهي متكاثرة في عقولنا، وعندما نحقق جانباً إيجابياً، ونجاحاً ما، فإنه من المهم تقويته وتذكره ودعمه والاحتفاء به. يقول الدكتور جيفري بيرنشتاين في نفس المقال: «إن قوة رؤية انتصاراتك الشخصية والاعتراف بها، هي قوة عميقة، ويمكن أن تكون ذات تأثير كبير في رفاهيتك، واحترامك لذاتك، ونظرتك العامة، يعد الاحتفال بإنجازاتك، مهما كانت كبيرة، أو صغيرة، ممارسة أساسية للنمو الشخصي والتطور».
إن مشاعر عدم الاقتناع بما حققته، أو عدم الرضا بما لديك، وما حصلت عليه، أو التذمر الدائم، والشكوى، مع أنك تمتلك منجزات، ولديك أهداف تحققت، وتستند على نجاحات، هو تجاهل لجانب مهم يفترض أن يقوي حضورك، ويدفع بك نحو تحقيق المزيد من النجاح والتفوق؛ لذا لا تهمل تذكر نجاحاتك حتى وإن كانت صغيرة ومتواضعة.
