عادي

إليشا أوتيس.. مخترع المصعد الآمن

22:10 مساء
قراءة 3 دقائق
إليشا جريفز أوتيس

إليشا جريفز أوتيس، هو رجل أعمال أمريكي ومؤسس شركة «أوتيس» للمصاعد. وفي عام 1853، اخترع جهاز أمان يمنع المصعد من السقوط في حالة تعطل كابل الرفع.

ولد أوتيس في الثالث من أغسطس من عام 1811، في «هاليفاكس» بولاية فيرمونت. انتقل بعيداً عن منزل عائلته في سن التاسعة عشرة، واستقر في نهاية المطاف في «تروي» بولاية نيويورك، حيث عاش هناك لمدة خمس سنوات وهو يعمل سائقاً للعربات.

وفي عام 1834، تزوج من سوزان هوتون، ورزق منها بطفلين. وبعدها بفترة صمم وشيد طاحونة للحبوب، لكنه لم يكسب منها ما يكفي من المال، ما اضطره إلى تحويلها لمنشرة للخشب، واستخدم مهارته في بناء العربات وبيعها. توفيت زوجته في وقت لاحق، وتركت لأوتيس ولدين، أحدهما يبلغ من العمر 8 سنوات والآخر في مرحلة الطفولة.

وفي سن ال34 عاماً، تزوج أوتيس مرة أخرى وانتقل إلى ألباني، بولاية نيويورك، ليعمل فيها صانعاً للدمى في شركة الأخشاب «أوتيس تنجلي».

كان أوتيس حرفياً ماهراً، حيث اخترع آلة لصنع أسرّة نوم بكفاءة عالية، كان ينتج منها 50 سريراً في اليوم الواحد، ومكافأة له، قدم له رئيسه مبلغ 500 دولار تقديراً لعمله الفذ.

أسس أوتيس عمله الخاص، وبدأ بتصميم مكابح أمان يمكنها إيقاف القطارات على الفور، كما كان يصنع أفراناً آلية للخبز. اضطر أوتيس بعد فترة وجيز إلى إيقاف أعماله عندما قامت مدينة ألباني بتحويل مجرى النهر الذي كان يستخدمه في إمداد مصنعه بالطاقة.

وفي عام 1851، انتقل أوتيس إلى مدينة بيرغن في ولاية نيو جيرسي ليعمل ميكانيكياً، وبعدها عاد إلى نيويورك، ليكون مديراً لمصنع لأسرة النوم.

وفي سن الأربعين، بينما كان ينظف المصنع، تساءل كيف يمكنه نقل كل الحطام القديم إلى المستويات العليا للمصنع. وقد سمع أوتيس من قبل عن منصات الرفع، لكنها غالباً ما كانت تنكسر، ولم يكن مستعداً لتحمل المخاطر. لذلك قام هو وأبناؤه، بتصميم «مصعد الأمان» الخاص بهم واختبروه بنجاح. ولم يكن يفكر أوتيس في بداية الأمر بالحصول على براءة اختراع لمصعده، ولم يطلب مكافأة من رؤسائه مقابل ذلك، ولم يحاول بيعه.

ولكن بعد حصوله على طلبات لصناعة عدد من المصاعد، وانهيار أعمال صناعة أسرة النوم، اغتنم أوتيس الفرصة لإنشاء شركة مصاعد سميت في البداية «أوتيس براذرز».

ولم تصل شركة أوتيس أي طلبات خلال الأشهر القليلة التالية، وبعدها بعام عُرض مصعده ضمن فعاليات المعرض العالمي الذي أقيم في «كريستال بالاس» بنيويورك عام 1853، وقد انبهر الجمهور بهذا الاختراع، خصوصاً عندما ركبه أوتيس، ثم طلب من مساعده أن يقطع الحبال بالفأس، وبالفعل قطعت الحبال وبقي المصعد في مكانه، ولم يسقط على الأرض، وبذلك حاز اختراعه على ثقة الجمهور، الذي تأكد وبشكل عملي من دقة وأمانة مثل هذه المصاعد التي يمكن الاعتماد عليها للتنقل بين الطوابق المختلفة ضمن البناء الواحد. وسرعان ما أصبحت هذه المصاعد هي النوع الأكثر استخداماً، وساعدت على جعل عملية التنقل بين الطوابق في ناطحات السحاب ممكنة.

تسابقت كبريات الصحف والمجلات إلى نشر تفاصيل الاختراع المهم، وانهالت على معمله طلبات الشراء، وقام بتطوير أنواع مختلفة من المصاعد، ما أدى إلى توسيع نطاق عمله.

أُصيب أوتيس بالدفتيريا وتوفي في الثامن من إبريل 1861 عن عمر يناهز 50 عاماً، ودفن في مقبرة أوكلاند بولاية نيويورك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4m8hhrv6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"