عادي

الإمارات تستقبل الطائرة الأولى ضمن مبادرة «استضافة 1000 طفل فلسطيني»

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
الأطقم الطبية والمتطوعون خلال نقل المصابين

أبوظبي: «الخليج» و «فرانس برس»

وصلت أمس السبت الطائرة الأولى التي تحمل على متنها 15 شخصاً من الأطفال وأسرهم، في إطار مبادرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بعلاج 1000 طفل فلسطيني، برفقة أسرهم، من قطاع غزة في مستشفيات دولة الإمارات.

وحطت الطائرة القادمة من مطار العريش في جمهورية مصر العربية، في مطار أبوظبي، وتحمل على متنها الأطفال الذين هم في أمسّ الحاجة للمساعدة الطبية ممن يعانون إصابات وحروقاً شديدة، ومرضى سرطان يحتاجون إلى علاج حثيث.

الصورة

أكدت مها بركات، مساعدة وزير الخارجية لشؤون الصحة أن جميع الطواقم الطبية والصحية والمستشفيات في الدولة على أتم الاستعداد لاستقبال باقي الأطفال وأسرهم، وتقديم الرعاية الشاملة والمتكاملة لعلاجهم وتوفير أفضل الخدمات التخصصية، وفقاً للمعايير الدولية حتى تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وأضافت «سارعت دولة الإمارات منذ بدء الأزمة بتقديم المساعدات والإمدادات الإنسانية العاجلة لقطاع غزة، وفي هذا الصدد، فقد وجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، بتقديم مساعدات بمبلغ 20 مليون دولار، كما وجه بإقامة مستشفى ميداني متكامل داخل قطاع غزة، ضمن عملية «الفارس الشهم 3».

خلال إجلاء طفل مصاب

وأمضت الفلسطينية أمّ محمد الرحلةَ من العريش في مصر إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، وهي تبكي حاملةً ابنها الجريح ضمن دفعة أولى من أطفال فلسطينيين يتمّ إجلاؤهم تباعاً لتلقي العلاج في الإمارات.

وقالت أمّ محمد مرتدية حجاباً أزرق لوكالة فرانس برس، ابني مصاب بشظية في العصب البصري، ونصحني الأطباء بأن أعالجه في الخارج؛ لعدم وجود أدوية ولا مستشفيات تعمل في غزّة.

وأخرج متطوّعون من الهلال الأحمر الإماراتي والمصري، أمس السبت، طفلها الذي لم يتجاوز ثلاث سنوات بحذر، إضافة إلى سبعة آخرين مصابين أو مرضى، من سيارات إسعاف متوقفة على مدرج مطار العريش القريب من معبر رفح الحدودي مع غزة.

ثمّ رُفعت منصّة حديد عملاقة تحمل أسرّة متنقلة وعليها الأطفال من مختلف الأعمار، إلى مستوى الطائرة؛ لإدخالهم من بابها الخلفيّ. وكان يرافق معظمهم أحد أقاربهم.

متطوع إماراتي يطمئنّ على صحة طفل

وروت أمّ محمد التي كانت خائفة لأنها المرة الأولى التي تسافر في حياتها، أنها تركت زوجها المصاب في غزّة بعد أن «خضع لعملية جراحية بدون تخدير في مجمّع الشفاء الطبي، الذي أصبح منذ أيام محور العملية البرية التي ينفّذها الجيش الإسرائيلي.

ومن بين الأطفال الذين تمّ إجلاؤهم ليل الجمعة، فتى يبلغ 13 عاماً يحمل بيديه المخدّشتين، ابن عمّه البالغ عامين، ورضّاعة حليب، وعلى ظهره حقيبة سوداء.

وروى المراهق الذي كان يرتدي قميصاً أحمر، أنه وابن عمّه فقدا ذويهما جراء الحرب، ولم يعد لديهما أحد يهتمّ بهما في غزة. وهما آتيان إلى الإمارات ليعيشا مع جدّهما.

وخلال الرحلة إلى أبوظبي التي استغرقت أربع ساعات، كان معظم الجرحى يتألّمون، وراح فتى يبلغ 14 عاماً ويجلس على كرسي متحرك، يبكي طوال فترة الرحلة في حين كان كوعاه وساقاه ملفوفة بضمادات. وأوضحت مريم النعيمي، رئيسة فريق الإجلاء من مستشفى الشيخ خليفة، أن هناك «طاقماً طبياً كاملًا» من المستشفيات الإماراتية في طائرة الإجلاء، مؤكدةً استعداده للتعامل مع أي حالة طارئة خلال الرحلة، وقالت: «نحن (نُعتبر) مستشفى متنقلاً حالياً».

متطوعو الهلال خلال نقل أم وطفلها

وراوحت الإصابات بين كسر في العمود الفقري أو في الساق وحروق، إضافة إلى مريضة سرطان. وسيتلقى الأطفال، وهم المجموعة الأولى من ألف طفل سيتم إجلاؤهم، العلاج في الإمارات قبل إعادتهم إلى غزّة.

وخلافاً للآخرين، كانت لُجين البالغة عشر سنوات والمصابة بسرطان في رئتيها، تبتسم وهي تحمل وروداً حمراء قدّمها لها طاقم الطائرة. وأشارت والدتها إلى أن الطبيب المعالج في غزة رشح اسم ابنتها لتستكمل علاجها في الخارج.

وقالت أمّ لجين التي كانت مؤخراً نازحة إلى إحدى مدارس القطاع: «لا يمكن أن أصف المعاناة في غزة لاسيما بالنسبة للأكل والشرب». وروت أن الرحلة من غزة إلى العريش ثم إلى أبوظبي، كانت صعبة، مضيفةً أنه عندما دخلنا إلى (الحدود) المصرية، كانت هناك صعوبة في الإجراءات، واستغرق الأمر وقتاً طويلاً بانتظار استكمالها.

طفل مصاب يرفع علامة النصر

وبدا الإرهاق واضحاً على وجوه الأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم؛ إذ إنهم خرجوا من غزة عبر معبر رفح صباح الجمعة، وأمضوا حوالي 12 ساعة عند الحدود المصرية لإنهاء ترتيبات سفرهم، وفق رواية عدد منهم. وقال موفد هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى مطار العريش محمد الكعبي: نودّ أن نقوم بعمليات إجلاء يومية، مضيفاً، إن شاء الله خلال الأسبوع المقبل نكون قد أجلينا من نتمكن من إجلائه؛ لأن الوقت ثمين وهناك أرواح نخسرها.

وعند وصولهم صباح السبت إلى مطار أبوظبي، حمل متطوّعون فتى كانت ساقه ملفوفة بضمادة ومثبتة بقضبان حديد، لإخراجه من الطائرة. وفي حين بدا وجهه شاحباً وحزيناً، رفع الطفل شارة النصر بيده.

الصورة
الصورة
متابعة تامة من أبناء الإمارات لنقل المصابين
خلال نقل طفل مصاب

اقرأ أيضاً:



 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ywkh4xy6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"