يسعى جيريمي بلاك في كتابه «تاريخ الدبلوماسية» (ترجمه إلى العربية د. أحمد علي سالم) إلى تغيير الطريقة التي يتم من خلالها مناقشة تاريخ الدبلوماسية، فالتعاقب المألوف – القائم على تاريخ أوروبا – لتطور الدبلوماسية حتى صارت تشمل العالم بأسره في القرن العشرين، لم يعد كافياً كمبدأ مرشد في التحليل، ومن الضروري أن يتغير هذا حتى نعطي نصيباً عادلاً من الاهتمام للعالم (غير الغربي) سواء في ما يتعلق بطريقة النظر للدبلوماسية من قبل القائمين عليها، أو التعامل مع الأحداث الدبلوماسية.
يوضح الكتاب أنه في عصور ما قبل التاريخ كان تبادل الهدايا في صور مختلفة يشي بأن التعبير عن العلاقات الشخصية كان يتم من خلال أشياء ملموسة، لكن الدبلوماسية، وبالتالي الدبلوماسيين، ربما كانت تحتاج لجهاز الدولة، وهو ما كان يظهر عادة مع الكتابة.
هذا الكتاب دراسة تفصيلية لظاهرة متغيرة باستمرار، بأهدافها وإنجازاتها، ونجاحاتها وإخفاقاتها، وخلفياتها التاريخية والثقافية، ويعرض المؤلف رؤية جديدة خلافاً للرؤية التقليدية لتطور الدبلوماسية، الرؤية الغربية، ثم يرسم مسار تطورها، في كل صورة مختلفة، بما فيها منظومة الدبلوماسية التي بدأت تأخذ طابعاً رسمياً متزايداً في القرن التاسع عشر والوضع الحالي وبين التحديات التي توشك أن تواجه الدبلوماسيين في المستقبل، فالكتاب لا بد منه لقراءة التاريخ والسياسة وعلمائها، ولكل من له اهتمام بالقوى التي شكلت العلاقات الدولية على مدى التاريخ.
