خارطة طريق لغزة وفلسطين

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في القمّة الافتراضية الاستثنائية لمجموعة دول «البريكس» التي عقدت، أمس، بدعوة من جنوب إفريقيا التي تترأس الدورة الحالية للقمّة، قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رؤية دولة الإمارات تجاه الحرب الدائرة في غزة، والتي تشهد وضعاً خطراً يهدد الأمن والسلم الدوليين، جرّاء عدوان غير مسبوق يستهدف المدنيين، والمستشفيات، والمراكز الصحية، والمدارس، والمؤسسات، ويفرض حصاراً قاتلاً على السكان، ويهدد بتهجيرهم، بعد أن دمّر آلاف الأبنية، وتسبب بأكثر من 13 ألف ضحية، والآلاف غيرهم من الجرحى.

قدم صاحب السمو رئيس الدولة، خارطة طريق لإخراج قطاع غزة من بؤرة العدوان، وإنقاذ الأبرياء، وحمايتهم، كما قدم تصوراً للحل من خلال العمل المشترك لضمان ممرات آمنة، ومستدامة، لوصول المساعدات الإنسانية للسكان، والوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً «إن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لتسوية الصراع، وعلى المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة في إيجاد أفق لهذا السلام».

إنه موقف واضح وصريح، ويشكل منطلقاً لوضع نهاية لشلال الدم، والدمار الذي وصل إلى حد غير مقبول، إنسانياً وأخلاقياً، ويمثل خروجاً عن كل الأعراف، والقيم، والقوانين الإنسانية، لأنه بات يمثل ثقلاً على الضمير العالمي، لا بدّ من مواجهته بشجاعة، وخارج المعايير المزدوجة، وسياسة الكيل بمكيالين.

في هذه القمّة خرجت مواقف أصيلة من دول تستلهم الإنسانية والقوانين الدولية في علاقاتها، وتتخذ من العدالة والحق طريقاً لمواقفها. فالرئيس الجنوب الإفريقي، سيريل رامافوزا، اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، والتسبب بإبادة جماعية للشعب الفلسطيني من خلال حرمانه من الدواء، والغذاء، والماء، والوقود.

من جهته، دان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استهداف المدنيين والمنشآت المدنية والمستشفيات، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته في إنقاذ المدنيين، ووقف الممارسات اللاإنسانية، وطالب بتسوية جذور الصراع من منظور حل شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة، فيما دعا ولي عهد السعودية جميع الدول إلى «وقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، والقيام بجهد جماعي لوقف الكارثة الإنسانية التي تستمر بالتفاقم، يوماً بعد يوم». ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى وقف لإطلاق النار، والسماح بدخول المساعدات و«الحاجة لحل مستدام، وطويل الأمد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي».

ودان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «سياسة العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني»، مؤكداً أن «الأولوية الآن هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار بأقرب وقت»، في حين اتهم الرئيس الإيراني الدول الغربية بمواصلة تسليح إسرائيل، وعرقلة عملية وقف إطلاق النار، وقال إن «الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة إرهاب».

لا شك في أن قمة «البريكس» هذه تشكل خطوة مهمة تجاه تفهّم نحو نصف عدد سكان العالم حقيقة إسرائيل كدولة قائمة على العدوان، تنتهك كل القرارات والمواثيق الدولية، وأيضاً يتفهم ما يعانيه الشعب الفلسطيني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2rutejz6

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"