أبعد من بكين وموسكو

00:23 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في إطار تنفيذ قرارات القمة العربية - الإسلامية التي عُقدت في الرياض مؤخراً بدأ وزراء خارجية مصر، والسعودية، والأردن، وإندونيسيا، وقطر، وتركيا، ونيجيريا، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي تحركاً دولياً بهدف وقف الحرب على قطاع غزة، واتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، والتي تصل إلى حدود الإبادة، ومحاسبتها على جرائمها، وتأمين ممرات إغاثية عاجلة، وإطلاق عملية سياسية جادة تنتهي بتحقيق سلام عادل وشامل، من خلال قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967، عاصمتها القدس.

الجولة مهمة من حيث إنها تمثل كل الدول العربية والإسلامية التي تتحدث بصوت واضح، وفي إطار موقف موحد لوضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني المتواصلة على مدى أكثر من 75 عاماً، حيث يعاني التهجير، والظلم، والتهويد، والاستيطان، والحروب المتواصلة وسط لا مبالاة غربية، ودعم متواصل للاحتلال بما يشكله من توفير فرصة لمواصلة العدوان، ورفض القرارات الدولية، وانتهاك فاضح للقوانين الإنسانية.

الحقيقة أن المشكلة ليست في الصين أو روسيا، إنما في الدول الغربية التي أعلنت صراحة تأييدها للحرب الإسرائيلية على غزة، وترفض وقف إطلاق النار. أي أن أصعب مرحلة في هذه الجولة العربية - الإسلامية تتمثل في عواصم هذه الدول الغربية التي تقف ضد كل النداءات والمواقف الرسمية الداعية إلى وقف الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، وترفض الاستماع إلى شعوبها التي نزلت بالآلاف إلى الشوارع تأييداً للشعب الفلسطيني، ورفضاً للعدوان.

في بكين أعلن وزير الخارجية الصيني الذي التقى الوفد أن «الحرب على غزة يجب أن تتوقف فوراً، ويجب وضع حد للكارثة الإنسانية هناك». مؤكداً أن الصين «صديق مخلص وشقيق للدول العربية والإسلامية، وتدعم دائماً وبقوة القضية الفلسطينية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه ومصالحه الوطنية المشروعة»، وأضاف أن بلاده «تؤيد بالكامل الدعوة إلى حل الدولتين».

إذاً، الموقف الصيني واضح وصريح، وكذلك موقف روسيا التي استضاف وزير خارجيتها سيرغي لافروف الوفد العربي - الإسلامي، والتي دعت أكثر من مرة إلى وقف حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وطالبت بمؤتمر دولي للتسوية في الشرق الأوسط، وقالت إن «الصراع في غزة أثبت ضرر محاولات الولايات المتحدة احتكار مبادرات الوساطة للتسوية»، بما يعنيه ذلك من إخراج واشنطن من أي عملية تسوية مستقبلاً نظراً لموقفها الداعم لإسرائيل والتغطية على سياساتها المعرقلة للسلام. فيما حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «التداعيات الكارثية الإنسانية» في غزة، وأعلن رفض بلاده الإرهاب المتمثل في «قتل الأطفال والمسنين والنساء، وترك الآلاف بلا مأوى ولا غذاء ولا ماء ولا رعاية طبية».

المشكلة الحقيقية في مهمة الوفد ليست في بكين أو موسكو، إنما عندما ينتقل إلى العواصم الغربية، في واشنطن ولندن وباريس وبرلين، إذ سيواجه هناك مواقف متعارضة تماماً عن أجندة الوفد «بوقف العدوان، واتخاذ إجراءات رادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية، ومحاسبتها على جرائمها في غزة والقدس»، حسب تعبير رئيس الوفد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/6wjamj9a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"