هولندا.. إلى اليمين

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تصدّر «حزب الحرية» الهولندي اليميني المتطرف المناهض للإسلام والوحدة الأوروبية بزعامة غيرت فيلدرز الانتخابات التشريعية بحصوله على 37 مقعداً من إجمالي 150 مقعداً، ما يؤهله لتشكيل الحكومة الجديدة، ويهدد بزلزال سياسي ليس في هولندا وأوروبا فقط؛ بل ربما أبعد من ذلك.

كانت نتيجة الانتخابات صادمة للكثيرين الذين أعربوا عن قلقهم في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي وأوضاع المسلمين في هولندا، خصوصاً أن فيلدرز كان دعا إلى خروج بلاده من الاتحاد على غرار بريطانيا؛ إذ وعد بإجراء استفتاء على الخروج يطلق عليه (نكست) في حال فوزه، كما يدعو إلى مكافحة الهجرة عبر إعادة مراقبة الحدود، واحتجاز أو ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وإعادة طالبي اللجوء السوريين.

إضافة إلى ذلك، فإن فيلدرز معروف بعدائه للعرب والمسلمين، وحوكم في قضايا عديدة، وأدين بسبب تصريحات أدلى بها في وسائل الإعلام، ومن خلال فيلمه «فتنة»؛ إذ وصف الإسلام بأنه دين «فاشي»، وطالب بحظر القرآن الكريم، وشبّهه بكتاب أدولف هتلر «كفاحي».

إضافة إلى ذلك، يعد فيلدرز من مؤيدي إسرائيل، وزارها بعد إنهاء تعليمه الثانوي؛ حيث عمل متطوعاً في بعض التعاونيات الزراعية المعروفة ب«الموشاف»، ووصف نفسه مراراً بأنه «صديق حقيقي لإسرائيل».

حاول فيلدرز مؤخراً تحسين صورته ومواقفه تجاه المهاجرين والمسلمين من أجل كسب المزيد من المؤيدين؛ إذ أعلن أنه في حال فوزه سيكون «رئيساً للوزراء لكل شخص في هولندا، بغض النظر عن الدين أو الأصل أو الجنس، أو أي شيء آخر». لكن على الرغم من ذلك، فإن المخاوف من توجهاته لا تزال تثير الريبة، ومن الصعب تصديق مواقفه الانتخابية، خصوصاً أن فكرة معاداة المهاجرين والمسلمين هي في صلب نهج «حزب الحرية».

وعلى الرغم من ذلك، من الصعب التكهن بقدرة «حزب الحرية» على تشكيل الحكومة الجديدة بسهولة، خصوصاً أن بعض الأحزاب التي يراهن عليها للانضمام إلى حكومته الائتلافية رفضت أن تكون شريكة له؛ إذ أعلن بيتر أومتسيغت زعيم حزب «العقد الاجتماعي الجديد» الذي فاز ب 20 مقعداً الانضمام إلى مثل هذا الائتلاف، في حين رفض فرانس تيمرمانز زعيم تحالف اليسار- البيئيين الذي حل ثانياً (25 مقعداً) الانضمام إلى حكومة ائتلافية، وأعلن أنه «حان الوقت لأن ندافع عن الديمقراطية»، في مواجهة المد اليميني الشعبوي الذي يجتاح هولندا والعديد من الدول الأوروبية، مثل إيطاليا والمجر وسلوفاكيا؛ إذ قالت زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبان «طالما هناك أشخاص يرفضون رؤية الشعلة الوطنية تنطفئ، فإن الأمل في التغيير لا يزال حياً في أوروبا»، واعتبر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن «رياح التغيير قادمة، تهانينا لغيرت فيلدرز بفوزه في الانتخابات».

ومع ذلك، من الصعب التنبؤ بما سيحدث في مفاوضات تشكيل الحكومة، لكن من الواضح أن أوروبا تتغير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3urbmdcx

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"