عادي

«أوبك»: دعم كامل للإمارات لتحقيق نجاح باهر في مؤتمر «كوب 28»

17:02 مساء
قراءة 4 دقائق
هيثم الغيص
هيثم الغيص

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك» هيثم الغيص في مقال نشره على موقع المنظمة تحت عنوان «كوب28 في الأفق: التركيز على نهج شامل لنظام الطاقة»: «يمثل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب28» علامة فارقة في المفاوضات الجارية بشأن مستقبل كوكبنا ولحظة فخر لمنظمة «أوبك» لأنه ينعقد في إحدى دولنا الأعضاء، دولة الإمارات العربية المتحدة».

وأضاف: «تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً حاسماً كدولة رائدة في مجال المناخ، حيث تتمتع بخبرة في إنتاج أشكال متنوعة من الطاقة، فضلاً عن كونها بطلاً لا يكل للتعاون الدولي، ما يجعلها مناسبة بشكل مثالي لرئاسة مؤتمر الأطراف. وستدعم «أوبك» دولة الإمارات العربية المتحدة بكل الطرق الممكنة لتحقيق نجاح باهر لهذا الحدث». 

وتابع الغيص: «يزداد الشغف في الخطاب العام حول مؤتمر الأطراف مع مرور كل عام. لقد زاد التركيز هذا العام على دور صناعة النفط في تحولات الطاقة، سواء كان ينبغي أن يكون لها مقعد على طاولة المفاوضات، أو إذا كان لها مستقبل على الإطلاق».  وقال: «للأسف، كثيراً ما تظهر في هذا الخطاب رواية مضللة، مع تكريس بعض الأساطير التي لا تتفق مع الحقائق. إحدى هذه الأساطير هي أن صناعات النفط والطاقة المتجددة متنافستان في لعبة محصلتها صفر، حيث يمثل نجاح أحدهما تهديداً مميتاً للآخر».

وشدد على أن «هناك العديد من الأسباب التي تجعل أوبك لا تتفق مع هذه الرواية، وقد تم التعبير عنها في العديد من المناسبات. في الوقت الحالي، أود فقط التركيز على أمر واحد: الكيمياء».

  • مكونات توربينات الرياح

وتابع الغيص: «يمكن توضيح هذه النقطة من خلال طرح السؤال التالي: مِمَّ تتكوّن توربينات الرياح؟ على الرغم من أنها تختلف وفقاً لطريقة العمل أو الطراز فإن توربينات الرياح مصنوعة من الفولاذ (نحو 66%-79% من إجمالي كتلة التوربينات)، الألياف الزجاجية أو الراتنج أو البلاستيك (11-15%)، الحديد (5-17%)، النحاس (1%)، والألومنيوم (0-2%). الألياف الزجاجية والراتنجات والبلاستيك كلها منتجات مشتقة من البترول، فهي ضرورية لتكوين توربينات الرياح، وحتى الآن، لا يمكن استبدالها لهذا الغرض على نطاق واسع».

وقال: «لتوضيح الأمر بطريقة أخرى، لا يمكن تحقيق الإنتاج الضخم لتوربينات الرياح بدون هذه المنتجات البترولية الحيوية للاستخدام النهائي. وتوجد حقيقة مماثلة فيما يتعلق بالطاقة الشمسية. مِمَّ تتكوّن اللوحة الشمسية؟ إذا أخذنا الألواح الشمسية المصنوعة من السيليكون البلوري مثالاً فهي تتكون تقريباً من 76% من الزجاج، و10% من البوليمر البلاستيكي، و8% من الألومنيوم، و5% من السيليكون، و1% من النحاس، وأقل من 0.1% من الفضة والمعادن الأخرى. تُستخدم المنتجات البتروكيماوية مثل الإيثيلين في البوليمرات المشتركة التي تغطي الخلايا الكهروضوئية».

  • بطاريات الليثيوم

وأشار إلى أن «القصة تتكرر مع بطاريات الليثيوم المستخدمة في السيارات الكهربائية. وهي مصنوعة من الجرافيت، والمادة الأولية للجرافيت الاصطناعي هي فحم الكوك المكلس. تثبت هذه الحقائق حقيقة واضحة: صناعة النفط ومصادر الطاقة المتجددة لا تعملان في فراغ منعزل تماماً إحداهما عن الأخرى. الطاقة المتجددة تحتاج إلى منتجات بترولية»، لافتاً إلى أن «هذا العامل يؤثر في توقعات «أوبك» بشأن مستقبل قطاع البتروكيماويات. ووفقاً لتوقعات النفط العالمية الصادرة عن «أوبك» من المتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في قطاع البتروكيماويات بمقدار 4.3 مليون برميل يومياً من عام 2022 إلى عام 2045. ومع ذلك، على الرغم من هذه الروابط التي لا تنفصم بين صناعات البتروكيماويات والنفط وصناعة الطاقة المتجددة، فقد كانت هناك دعوات من بعض الأصوات البارزة لوقف الاستثمار في النفط والاستثمار فقط في مصادر الطاقة المتجددة».

وتابع: «هذه مفارقة: كيف يمكنك الدعوة إلى الاستثمار في طاقة الرياح بينما تقول إن الاستثمارات في المواد الأساسية لبناء توربينات الرياح يجب أن تنتهي؟ ويعتمد إنتاج الراتينج المستخدم في إنتاج توربينات الرياح على الاستثمارات في جميع المراحل وفي جميع قطاعات صناعة النفط: المنبع، والوسطى، والمصب. وتقدر متطلبات الاستثمار لقطاع النفط بشكل عام بمبلغ تراكمي قدره 14 تريليون دولار بين عامي 2022 و2045. ومن الأهمية بمكان أن يتم تحقيق هذه المتطلبات».

  • علاقة متبادلة

وشدد الغيص على أن «العلاقة المتبادلة بين صناعات البتروكيماويات والطاقة المتجددة هي مجرد مثال واحد لضرورة وجود جميع الأصوات على طاولة مفاوضات المناخ. لا يمكن العثور على حلول تكنولوجية عملية إلا عندما نقوم بتسخير الخبرات من جميع أنحاء نظام الطاقة بأكمله».
وقال: «تستثمر الدول الأعضاء في «أوبك» بكثافة في تكنولوجيا الطاقة المتجددة، وكذلك في مشاريع الهيدروجين، واستخدام وتخزين الكربون ومرافق احتجاز الهواء المباشر، واقتصاد الكربون الدائري. وسيعرض جناح أوبك في «كوب28»، وهو الأول على الإطلاق لـ«أوبك» في اجتماع «كوب»، العديد من هذه المبادرات والإجراءات، ما يوفر للزوار تفاصيل محددة».

وختم: «لقد تبنّت دولة الإمارات العربية المتحدة نهجاً شاملاً وعملياً في الفترة التي سبقت انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ «كوب28». وهو النهج الذي تؤيده أوبك بكل إخلاص، حيث نعمل جميعاً معاً نحو مستقبل خالٍ من الانبعاثات»..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36zja2hf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"