أعلن لبنان، أمس الأربعاء، تقديم شكوى لمجلس الأمن الدولي ضد إسرائيل بعد قصف استهدف الثلاثاء موقعاً للجيش اللبناني في منطقة حدودية بجنوب لبنان وأدى لمقتل جندي وجرح 3 آخرين، فيما أعربت فرنسا عن خشيتها من حريق إقليمي جراء التصعيد في جنوب لبنان.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب أوعز إلى بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بتقديم الشكوى رداً على استهداف الجيش اللبناني ورداً على رسائل المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة لمجلس الأمن.
وأكدت الشكوى أن «لبنان يؤمن إيماناً عميقاً بأهمية الالتزام بالقانون الدولي واحترام القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، فيما تمعن إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان والاعتداء عليها براً وبحراً وجواً، ممتنعة عن تنفيذ القرارات الدولية».
وأشارت الشكوى إلى أن «إسرائيل لم تلتزم بتنفيذ مضمون القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 11 أغسطس عام 2006»، وهو القرار الذي دعا إلى وقف الأعمال الحربية بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي.
وأوضحت الشكوى أن «الغارات الإسرائيلية أدت الى سقوط ضحايا وإصابة عدد كبير من المدنيين والصحفيين والمسعفين والأطفال وإلى تهجير ما يزيد على 30 ألف مواطن لبناني من منازلهم».
وأضافت أن «استخدام الجيش الإسرائيلي قذائف الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً على المناطق المدنية تسبب بأضرار بيئية ومادية جسيمة، فضلاً عن قيام إسرائيل بتهديد سلامة الطيران المدني عبر استخدامها الأجواء اللبنانية بهدف الاعتداء على سيادة دولة مجاورة».
وأشارت إلى أن «لبنان يكرر التزامه بالتنفيذ الكامل للقرار 1701، ويطالب بالتزام إسرائيل الكامل باحترامه، الأمر الذي لم يتوفر حتى تاريخه، كما يؤكد حرصه على خفض التصعيد وإعادة الهدوء على طول الخط الأزرق، ويدين استهداف مقرات وعناصر قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل)».
وفي ذات السياق، أبدت وزارة الخارجية الفرنسية خشيتها من «حريق إقليمي» جراء التصعيد في جنوب لبنان. وأكدت الوزارة أمس «نشعر بقلق بالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل». وعبّرت باريس عن «أسفها» للضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة أحد أفراد الجيش اللبناني، مشددة على ضرورة «ممارسة جميع الأطراف أقصى قدر من ضبط النفس من أجل منع اندلاع حريق إقليمي».
في الأثناء، استمر التراشق بالقصف أمس، وأطلق مقاتلو «حزب الله» 16 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه مواقع تابعة للجيش الإسرائيلي في الجليل الأعلى. وقال الحزب إنه استهدف موقع الرادار التابع لجيش الإسرائيلي بالأسلحة المناسبة، وأكد أنه «حقق إصابات مباشرة»، فيما رد الجيش الإسرائيلي بقصف أهداف قرب بلدات لبنانية.
(وكالات)
