إسرائيل أهم من أوكرانيا

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تقوم الاستراتيجية الأمريكية على خدمة مصالح الولايات المتحدة باستخدام كل الوسائل المتاحة لديها من قوة عسكرية وسياسية واقتصادية واستخباراتية، وفقاً لأهمية الدول والمنطقة والبيئة التي تعمل فيها، وهي تتغير وفقاً لهذه المصالح، لكن الثابت فيها هو إسرائيل بما تمثله من دور في خدمة هذه الاستراتيجية.

وقد تأكد بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وما تلاه من حرب الإبادة الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة أن أهمية أوكرانيا تراجعت بالنسبة لواشنطن، وحلت محلها إسرائيل من حيث الدعم والإسناد العسكري والمالي والسياسي، بحيث باتت أوكرانيا عاجزة عن مواصلة الحرب في مواجهة القوات الروسية، ذلك أن إسرائيل تمثل «كنزاً استراتيجياً» في المنطقة إذا فقدته فقدت دورها، لذلك سارعت بعد يوم من عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، إلى إرسال حاملات الطائرات والغواصات إلى شرق البحر المتوسط، كما توافد كبار المسؤولين الأمريكيين، من الرئيس إلى وزير الدفاع إلى وزير الخارجية إلى تل أبيب لتأكيد دعمها وحمايتها، بحيث بدت الحرب الإسرائيلية حرباً أمريكية، إذ سرعان ما أقامت جسراً جوياً عسكرياً قام بتزويد إسرائيل بمختلف أنواع الأسلحة من صواريخ وقذائف، إضافة إلى مستشارين عسكريين «وقوات نخبة» لمساعدة القوات الإسرائيلية في عملياتها العسكرية في قطاع غزة.

ووفقاً لوزارة الحرب الإسرائيلية في بيان لها يوم الأربعاء الماضي فإن 200 طائرة أمريكية وصلت إلى تل أبيب حتى الآن محملة بالعتاد والمركبات المصفحة، ومحملة بأكثر من 10 الآف طن من الأسلحة من أجل «دعم الخطط الهجومية الإسرائيلية واستمرار القتال لتحقيق الأهداف الإسرائيلية». وكان الرئيس جو بايدن أعلن استعداد بلاده لتقديم كل ما تحتاج إليه إسرائيل من دعم، كما طلب من الكونغرس الموافقة على تقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار، إضافة إلى ال3.8 مليار دولار التي تحصل عليها سنوياً.

إن هذا الدعم اللامحدود، مع إصرار الولايات المتحدة على عدم وقف إطلاق النار، وإفشال كل المبادرات في مجلس الأمن للوصول إلى هذا الهدف هو ضوء أخضر كي تواصل إسرائيل ارتكاب الجرائم ضد الأبرياء في قطاع غزة التي تحولت إلى «مقبرة للأطفال» حسب توصيف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي دعا مجلس الأمن يوم أمس الأول إلى تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على «أن ينبه الأمين العام مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين»

عند اندلاع الحرب الأوكرانية لم ترسل أمريكا حاملات طائراتها وغواصاتها إلى البحر الأسود. لكنها فعلت ذلك بالنسبة لإسرائيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mcjf2jsy

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"