الإمارات اسم ارتبط بالنجاح خاصة في الأحداث والفعاليات الكبرى والمؤتمرات والمعارض والمبادرات التي تستضيفها والتي تترك فيها بصمة غير مسبوقة تصل إلى حد الإبهار نتيجة الخبرة والإرادة والإمكانات والرغبة التي تتكرر كل مرة وتجند كل الطاقات من أجل الخروج بعمل مميز تعمل خلاله جميع القيادات ولجان العمل والجهات المنظمة كفريق واحد يسهر من أجل النجاح والتميز لا غير.
كل ما استضافته الإمارات كان مبهراً وترك أثراً لا ينسى وشكّل علامة فارقة أسهمت في خلق صعوبة وتحدٍ للمستضيف القادم، وكان مناسبة لاستعراض أحدث التقنيات والمستجدات وطرق التعامل وأساليب التنظيم، إضافة إلى عامل مهم وجوهري وهو الزخم الذي تضخه قيادة هذا البلد والتحرك الدبلوماسي المكثف والتحضير المبكر والاهتمام المفصل بكل صغيرة وكبيرة والذي يواكبه زخم إعلامي مميز يضع العالم بأسره في الصورة ويمده بالتفاصيل أولاً بأول.
الإمارات وهي تعيش اليوم حدثاً عالمياً باستضافة مؤتمر الأطراف كوب 28 تسير على الدرب نفسه، وتقدم دورة مثالية ليس في مجال التنظيم فقط بل في منجزات الحدث نفسه وأهدافه التي وضعت كل ثقلها من أجل أن تتحقق والمساعي الخيرة التي انطلقت مبكراً لما فيه مصلحة هذا العالم عبر الاتفاقيات والصناديق التي أطلقت والتي تلعب فيها الإمارات دوراً محورياً من اجل عمل نافع لجميع شعوب الأرض كالتزام بدورها تجاه الإنسان.
الإمارات التي لم تكن غريبة أو جديدة على موضوع مؤتمر كوب 28 وظفت تجاربها من أجل إنجاح هذا الحدث وارتكزت إلى مسيرة مشرفة قادت عبرها مشروعات ضخمة في مجال الاستدامة وتبنّي حلول الطاقة النظيفة والمتجددة، وإطلاق المبادرات التي من شأنها تقليل الانبعاثات، والتقليل من البصمة الكربونية، والحفاظ على البيئة، ضمن نموذج تنموي متوازن، وفي مختلف القطاعات الحيوية بدأ بوعي مبكر من المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه – الذي قاد تلك الجهود في وقت كان العمل البيئي والمناخي يعد ترفاً لدى شعوب كثيرة كانت أولوياتها في هذا المجال متأخرة وبذلك باتت الإمارات نموذجاً لدول المستقبل في العمل البيئي والمناخي.
اليوم وفي كل مجال تبرز الإمارات كبيت خبرة لامع وموثوق في التصدي لملفات معقدة وقيادة فرق عمل دولية من أجل إحراز نجاحات متقدمة في أي مسعى نوعي تضع ثقلها فيه بل وترك بصمة مميزة قد لا تتكرر خلال المدى القريب في مكان آخر.
[email protected]
