عادي
شجب عربي ودولي واسع للفيتو الأمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة

الإمارات تطالب العالم بتوحيد معاييره الأخلاقية والانحياز للإنسانية

00:42 صباحا
قراءة 3 دقائق
أنور قرقاش

أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن استخدام حق النقض «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع القرار الذي قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة، أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر، فيما أعربت بيانات عربية ودولية عن خيبة أملها، وسط مطالبات متجددة بضرورة تحرك مجلس الأمن لوقف إطلاق النار فوراً.

قال قرقاش، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «إكس» أمس السبت: «استخدام حق النقض في مجلس الأمن ضد القرار الذي قدمته الإمارات لوقف إطلاق النار في غزة أضاع فرصة لوقف نزيف الخسائر البشرية، وألقى بظلال سلبية حول قدرة المجتمع الدولي على حماية المدنيين خلال الصراعات المسلحة». وأضاف المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أن «العالم اليوم أحوج ما يكون إلى توحيد معاييره الأخلاقية والانحياز للإنسانية». ودان العديد من الدول والمنظمات الدولية استخدام الولايات المتحدة حق النقض «فيتو» في مجلس الأمن الدولي، ضد مشروع قرار طالب ب«الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية» في قطاع غزة.

وجاءت الإدانات بعد يوم واحد من استخدام الولايات المتحدة حق النقض، خلال جلسة طارئة للتصويت في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار الذي قدمته الإمارات، وشاركت فيه نحو 100 دولة.

وقال وزير خارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في لقاء مع قناة «بي بي آس» الأمريكية: «نختلف مع واشنطن في قرارها، ونشعر بخيبة أمل كبيرة لأن مجلس الأمن لم يتمكن من اتخاذ موقف حازم». كما انتقد وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، في تغريدة عبر حسابه بمنصة «إكس»، الموقف الأمريكي، قائلاً: إن «استخدام حق النقض في مجلس الأمن يشكل إهانة مخزية للمعايير الإنسانية»، معرباً عن أسفه لتضحية واشنطن بحياة المدنيين الأبرياء.

وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، في بيان عن خيبة أمله واستنكاره لإخفاق مجلس الأمن الدولي في التصويت لصالح قرار حاسم بوقف إطلاق النار. وأشاد طه، بمواقف جميع الدول التي دعمت مشروع القرار في مجلس الأمن الدولي، مجدداً التأكيد على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار. ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «الفيتو» الأمريكي، الذي وصفه ب «العدواني وغير الأخلاقي»، محملاً واشنطن «مسؤولية ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة». كما دانت حركة «حماس»، استخدام الولايات المتحدة الفيتو ووصفته بأنه موقف «لا أخلاقي».

أشخاص أمام مبنى محترق بخان يونس بعد تعرضه لقصف إسرائيلي (أ ف ب)

وندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمجلس الأمن الدولي معتبراً أنه أصبح «مجلس حماية للاحتلال الإسرائيلي»، بينما قال مندوب مصر لدى الأمم المتحدة أسامة عبد الخالق: إن «عرقلة مشروع قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة سابقة خطِرة ستؤثر حتماً في مصداقية الأمم المتحدة»، مضيفاً أن «المجموعة العربية تطالب المجلس بوقف إطلاق النار فوراً».

ووصفت الصين الفيتو الأمريكي ضد قرار وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة بأنه أمر «مخيب للآمال ومؤسف».

وقال تشانغ جون، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة: «من المخيب للآمال والمؤسف للغاية أن يتم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة».

وقال تشانغ، إن مشروع القرار يضم نحو 100 دولة، وأن الصين واحدة منهم، موضحاً «على الرغم من استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار، فإن وجهة النظر الغالبة للمجتمع الدولي واضحة؛ وقف إطلاق النار الإنساني الفوري هو الأولوية القصوى». وأضاف: «لن نتوقف؛ بل سنواصل بذل جهودنا لإنقاذ الأرواح، ودعم العدالة، والسعي إلى تحقيق السلام».

وفي بيان منفصل، قال تشانغ: إن «التغاضي عن استمرار القتال، مع الادعاء بالاهتمام بحياة وسلامة سكان غزة والاحتياجات الإنسانية هناك، أمر متناقض».

وأضاف: «بعبارة أخرى، فإن التغاضي عن استمرار القتال في غزة مع الدعوة إلى منع امتداد النزاع هو خداع للنفس، وكذلك التغاضي عن استمرار القتال مع الإشارة إلى حماية النساء والفتيات وحقوق الإنسان هو نفاق واضح».

وكان نائب المندوب الروسي الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، دميتري بوليانسكي، أعلن أن الولايات المتحدة باستخدامها حق «الفيتو» ضد مشروع القرار الإماراتي في مجلس الأمن الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، حكمت بالإعدام على آلاف المدنيين في إسرائيل وفلسطين. (وكالات)


التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5fkr9y2u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"