نتنياهو لا يستبعد الحرب على قوات السلطة الفلسطينية

نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قوله إن حكومته تستعد لخوض حرب محتملة في الضفة الغربية التي تخضع رسمياً لسيطرة السلطة الفلسطينية، فيما قالت حركتا «فتح» و«حماس» في بيانين منفصلين إن هذه التصريح الخطير يعكس نوايا مبيتة وقراراً إسرائيلياً بإشعال الضفة، في وقت قتل فيه الجيش الإسرائيلي ستة فلسطينيين بينهم طفل في جنين.

وفي مناقشة مغلقة جرت في لجنة الشؤون الخارجية والأمن التابعة للكنيست مع رئيس الوزراء، سأل أعضاء نتنياهو عن إمكانية حدوث «سيناريو عكسي»، وهي الحالة التي تصوب فيها قوات السلطة الفلسطينية بنادقها نحو الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة.

وأجاب نتنياهو، وفق القناة الثانية الإسرائيلية، «سيناريو الانقلاب مألوف لدينا وهو مطروح على الطاولة. نحن نناقشه. ونريد أن نصل إلى وضع حيث إذا حدث مثل هذا الحدث ففي غضون دقائق قليلة سيكون هناك طائرات هليكوبتر في الجو للرد».

وفي المناقشة قال نتنياهو إن «اتفاق أوسلو كارثة أسفرت عن نفس عدد قتلى (الإسرائيليين) هجوم 7 أكتوبر، لكن في فترة أطول». وأضاف: «اتفاقات أوسلو هي الخطأ الأساسي، لقد أخذت أكبر عدد من الضحايا»، في إشارة إلى اتفاق السلام عام 1993.

وبالمقابل، قالت الرئاسة الفلسطينية إن «التصريحات التي أدلى بها نتنياهو، تعبر بشكل واضح عن نواياه المبيتة ووجود قرار إسرائيلي لإشعال الضفة الغربية، وذلك استكمالاً للحرب الشاملة التي تشنها سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس».

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن «تصريحات نتنياهو التي أشار فيها إلى إنشاء سلطة مدنية تابعة للاحتلال في قطاع غزة مدانة ومرفوضة، وتشكل تحديا للمجتمع الدولي برمته وللمواقف المعلنة للإدارة الأمريكية التي أعلنت رفضها لإعادة احتلال غزة أو اقتطاع أي جزء منه».

ومن ناحيتها، قالت حركة «حماس» إن «تصريحات نتنياهو، تؤكد نوايا الاحتلال الرامية لاستهداف شعبنا الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، وبأنه لا يكترث حتى بمن قبل بالتسوية السياسية معه وبأنه يسعى إلى ترسيخ الاحتلال في أراضينا المحتلة وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى».

يأتي خطاب نتياهو مع تصعيد مستمر في جنين بالضفة الغربية أدى أمس إلى مقتل 6 فلسطينيين بينهم طفل. فقد قتل أربعة في قصف مسيّرة على مدينة جنين، التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية مجدداً. وقالت مصادر محلية إن مسيّرة إسرائيلية استهدفت مواقع في البلدة القديمة وسط مدينة جنين، ما أدى لمقتل الفلسطينيين الأربعة.

ولاحقاً أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب فؤاد عماد عباهرة (36 عاماً) إثر منع الاحتلال سيارة الإسعاف من نقله إلى المستشفى لمدة نصف ساعة. كما لقي الطفل المريض أحمد محمد سمار (13 عاماً) حتفه بعد إعاقة الجيش الإسرائيلي وصوله لتلقي العلاج في مستشفى جنين الحكومي.

(وكالات)