عادي

الثقافة في الإمارات.. خبزنا اليومي

23:49 مساء
قراءة 6 دقائق
جانب من معرض العين للكتاب

الشارقة: علاء الدين محمود

تميز عام 2023، في الإمارات بحراك ثقافي كبير من فعاليات وأنشطة ومسابقات ومهرجانات على مستوى كافة مفردات الفعل الثقافي، من أدب وفنون ومسرح، أكدت علو كعب الدولة في تنظيم المناسبات الإبداعية، حيث من النادر أن تغيب فعالية عن موعدها المعلن في أي من مدن وإمارات الدولة، حيث تجد تلك الأنشطة اهتماماً رسمياً كبيراً من قيادة الدولة، وكذلك على المستوى الشعبي، إذ يظل الجمهور في حالة ترقب للمناسبات الثقافية المختلفة ليستمتع بإبداع الأدباء والفنانين وإصداراتهم من كتب ومؤلفات وأعمال ترتقي بالذائقة والوجدان.

في العام المنصرم عاشت الدولة تفاصيل حراك ثقافي كبير في كافة المدن والإمارات، لا تكاد تتخلف إمارة عن تنظيم مهرجان إبداعي، أو مناسبة أدبية، ناهيك عن المناسبات المعتادة الموضوعة على أجندة العمل، حيث إن الليالي والأصبوحات الشعرية، ومعارض الفن التشكيلي، تكاد تكون عادة يومية في جميع إمارات الدولة، ودائماً ما تحمل جعبة العمل الثقافي الجديد الذي يضيف إلى الحراك الكثير، ويسهم في تطويره وازدهاره بما يتوافق مع رؤية الدولة للفكر والثقافة والمعرفة كروافع مهمة وأساسية في عملية التقدم والتنمية.

ولعل من أهم المناسبات التي احتضنتها أبوظبي مهرجان «الحصن» الذي ترعاه دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والذي انطلق في شهر سبتمبر الماضي، وهو مهرجان يحتفي بتراث أبوظبي وتاريخها وثقافتها النابضة بالحياة، كما نظمت أبوظبي في أكتوبر الماضي الدورة السادسة من «القمة الثقافية» في منارة السعديات تحت شعار «مسألة وقت»، بهدف استكشاف تغيير علاقتنا مع الوقت، وكيف تبدِّل الثقافة مفهوم العالم للوقت.

غير أن الحدث الأبرز في أبوظبي هو معرض الكتاب، الذي انطلق في دورته ال32، في شهر مايو واشتمل على العديد من الفعاليات المهمة، فيما انطلقت النسخة 14 من «مهرجان العين للكتاب» الذي يُنظمه مركز أبوظبي للغة العربية، في شهر نوفمبر في استاد هزاع بن زايد «العين سكوير» ومواقع ثقافية أخرى، حيث احتفي المهرجان بالكتاب والفنون ومختلف جوانب الإبداع، من خلال جدول متنوع من التجارب والأنشطة التفاعلية، تعزيزاً لثقافة القراءة.

الصورة

زخم

وتميز العام الماضي في الشارقة بإقامة العديد من المهرجانات والفعاليات الثقافية في مختلف أنحاء الإمارة التي لا تغيب عنها مثل تلك المناسبات، فما إن انطلق العام الماضي، كانت جعبة العمل الثقافي في الشارقة حافلة بالمناسبات، وكانت البداية مع الدورة ال19، ل«مهرجان الشارقة للشعر العربي»، والذي انطلق في ساحة الخط وعدد من الأماكن الأخرى بمشاركة 100 شاعر وناقد وإعلامي يمثلون الدول العربية، وفي نهاية الشهر نفسه من يناير وبداية فبراير انطلقت فعاليات الدورة 17 من «مهرجان الشارقة للشعر النبطي»، بمشاركة واسعة من شعراء وشاعرات ونقاد وإعلاميين يمثلون مختلف الدول العربية، واشتملت الفعاليات، إضافة إلى الإلقاء الشعري، على ندوات ثقافية وفكرية.

وفي شهر فبراير نظمت مؤسسة الشارقة للفنون الدورة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة، تحت عنوان «التاريخ حاضراً»، بمشاركة 30 تكليفاً فنياً رئيسياً لفنانين من جميع أنحاء العالم، كما انطلقت بالشارقة في شهر مارس فعاليات الدورة 15 من «لقاء مارس»، الذي جاء بعنوان منظومة ما بعد الاستعمار: الفن والثّقافة والسّياسة بعد 1960، ولعل من أهم المناسبات الفنية التي احتضنتها الشارقة، «مهرجان الفنون الإسلامية في دورته ال25، والذي عقد هذه المرة في شهر ديسمبر تحت شعار «تجليات» في متحف الشارقة للفنون، وعدد من الأماكن الأخرى، بمشاركة 50 فناناً من 25 دولة تصدرتها الإمارات، ويعد المهرجان من أهم الفعاليات الثقافية في الإمارة الباسمة.

ولعل المتعة كانت أكثر حضوراً مع الحدث الثقافي الذي ظل محط أنظار الجمهور من عشاق القراءة والأدب في كل عام، وهو المتمثل في «معرض الشارقة الدولي للكتاب»، في نسخته ال42، والذي عقد في شهر نوفمبر من العام، والذي يعتبر أكثر من منصة لعرض وبيع الكتب، وذلك لما يحمله من فعاليات وندوات وأنشطة حضرها جمهور كبير متعطش للمعرفة، وبمشاركة واسعة من قبل دور النشر العربية والعالمية، والضيوف من كبار الفنانين والمبدعين العالميين والعرب، وعلى مدار 11 يوماً عاش عشاق القراءة والاطلاع في رحاب معرض المهرجان الثقافي العالمي، والمنصة الأكبر لبيع الكتب الورقية والإلكترونية في أجواء مثالية تحث على المتعة واقتناء المؤلفات والكتب، فكان أن وفدت الحشود الجماهيرية منذ أول يوم، بفئاتهم المتباينة، الكبار والصغار، وبمختلف ميولهم الأدبية والإبداعية والمعرفية، ليثبت المعرض في كل مرة أنه الحدث الثقافي والإبداعي الأكبر ليس في الإمارات وحدها، بل على مستوى المنطقة العربية والعالم أجمع.

وقبيل بدء فعاليات المعرض انطلقت مرتبطة به وتمثلت في فعاليات الدورة ال13 من مؤتمر الناشرين الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب خلال شهر أكتوبر، في مركز إكسبو الشارقة، بحضور ومشاركة ناشرين ومتخصصين في صناعة الكتاب من 101 دولة حول العالم، حيث استقبلت الهيئة مشاركات من سبع دول تشارك للمرة الأولى في المؤتمر: بنين، وموريشيوس، وبوركينا فاسو، وباراغواي، والتشيك، وساحل العاج، وزائير، وناقش المؤتمر مستجدات وتحديات صناعة النشر، والحلول والتجارب المبتكرة للوصول بالكتاب والصناعات الإبداعية إلى أسواق جديدة، ويحظى المؤتمر بمتابعة كبيرة من كل المؤسسات الثقافية والقرائية في كل مكان، وهو كذلك يهتم بموضوع الكتاب الإلكتروني الذي تعزز وجوده مع التطور التقني، كما نظمت هيئة الشارقة للكتاب خلال شهر ديسمبر في معرض «بيغ باد وولف» في إكسبو الشارقة، والذي ضم تشكيلة متنوعة من الكتب التاريخية والأدبية والتراثية والعلمية.

مسرح

ولأن للمسرح أهمية خاصة في الحراك الثقافي في الشارقة، فقد شهدت الإمارة العديد من المهرجانات المسرحية التي تنظمها دائرة الثقافة في الشارقة، وكانت البداية في العام المنصرم في شهر مارس مع الدورة 32، من مهرجان «أيام الشارقة المسرحية»، الذي يعد من أكبر الفعاليات المسرحية في الدولة، فالمهرجان ظاهرة مسرحية تشارك فيها فرق مسرحية من إمارات الدولة، وتشرف عليها لجنة عليا تتفرع عنها لجان متخصصة، منها لجنة تحكيم المسابقة المسرحية تضم في عضويتها كفاءات مسرحية عربية ومحلية وتستضيف «الأيام» مسرحيين ومفكرين ومؤلفين من مختلف البلدان العربية لمواكبة العروض المسرحية والمشاركة في الندوات التطبيقية والندوات الفكرية المصاحبة واللقاءات والحوارات المفتوحة.

مختبر إبداعي

كما شهدت مدينة كلباء في الشارقة، خلال شهر سبتمبر، تنظيم النسخة ال10، من مهرجان «كلباء للمسرحيات القصيرة»، في المركز الثقافي لمدينة كلباء، الذي يعد مختبراً لصناعة النجوم، فهو من أهم المنصات المسرحية في الشارقة، بل والعالم العربي، ذلك لكونه يعمل على إعداد الموهوبين في كافة مفردات وعناصر العرض المسرحي، فقبيل انطلاقة العروض هنالك ورش تدريبية ومختبر معرفي يعمل على صقل المشاركين من المواطنين والمقيمين على حد سواء.

أما شهر مايو، فقد شهد انطلاقة الدورة 6، من «مهرجان المسرح الثنائي»، في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، ويعنى المهرجان بالعروض المسرحية التي تبني جمالياتها ودلالاتها على مواجهة درامية بين شخصيتين فوق خشبة المسرح، يستضيف خمسة عروض عربية، كما شهد شهر فبراير انطلاقة فعاليات الدورة «4»، من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، بمشاركة 6 أعمال مسرحية خليجية.

وكذلك شهدت الشارقة في شهر ديسمبر، فعاليات الدورة السادسة من مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي بمنطقة الكهيف، ويعد من أهم الفعاليات المسرحية التي تشهد على الابتكارات التي ظلت الشارقة تقدمها في مجال المسرح والرؤى الجديدة؛ إسهاماً في إيجاد أفق جديد ل«أبو الفنون» في الدولة والعالم العربي.

أنشطة متنوعة

ضربت دبي موعداً مع عام ثقافي حافل، من خلال أنشطة متنوعة، حيث انطلق في شهر فبراير الحدث الثقافي الأبرز والمتمثل في «مهرجان طيران الإمارات للآداب»، الذي يعد أحد أبرز 10 مهرجانات أدبية حول العالم، إذ جرت الفعاليات في فندق «إنتركونتيننتال فستيفال سيتي» ومكتبة محمد بن راشد، بالشراكة مع الراعين المؤسسين، وهم طيران الإمارات وهيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، واستضاف المهرجان أكثر من 260 من الكتاب والمبدعين ورواد الفكر من حول العالم والوطن العربي في أكثر من 300 فعالية تغطي كافة المواضيع، مثل الأدب والفنون والثقافة وغيرها، كما شهد شهر إبريل تنظيم الدورة الرابعة من معرض «بيج باد وولف»، في «استديوهات دبي»، وهو الحدث الأكبر لتخفيضات الكُتُب في العالم، كما شهدت مكتبة محمد بن راشد في شهر ديسمبر تنظيم النسخة الثانية من «ملتقى التعبير الأدبي»، والذي ناقش شؤون وشجون الكتابة الأدبية في الدولة. وكان للمسرح حضوره المميز والمهم من خلال «مهرجان دبي لمسرح الشباب» الذي انطلق في دورته ال14، خلال شهر أكتوبر، بتنظيم ورعاية هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، كما نظمت دبي العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية الأخرى، مثل بينالي دبي للخط الذي انطلق كذلك في شهر أكتوبر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/43avjw5b

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"