الرئيس.. و«ماكرون الصغير»

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

ما كادت إليزابيت بورن، رئيسة الحكومة الفرنسية السابقة، تقدّم استقالتها يوم الاثنين الماضي، بعد أن قضت في الحكم 20 شهراً، حتى بادر الرئيس إيمانويل ماكرون في اليوم التالي إلى تعيين وزير التعليم غابرييل آتال في المنصب خلفاً لبورن، ما يدل على أن الرئيس الفرنسي كانت عينه على آتال من قبل استقالة بورن، في محاولة منه لبث دم جديد في حكومته؛ كي تتمكن من تجاوز التحديات التي يواجهها، خصوصاً مع قرب الانتخابات البرلمانية الأوروبية في يونيو/حزيران المقبل، في مواجهة أحزاب اليمين التي تحقق تقدماً متزايداً من التأييد الشعبي، والسعي لتجاوز الآثار السلبية لقانون أنظمة التقاعد، وقانون الهجرة الذي تم إقراره في ديسمبر/كانون الأول الماضي، والذي أثار جدلاً واسعاً، حيث اعتبر انتصاراً لليمين؛ إذ وصفته مارين لوبان، زعيمة الحزب اليميني المتطرف، بأنه «انتصار أيديولوجي للحزب الوطني».

كان خيار تكليف آتال محاولة من ماكرون للاستفادة من شعبية رئيس الحكومة الجديد الذي يبلغ من العمر 34 عاماً، وهو أصغر رئيس وزراء في الجمهورية الخامسة، محطماً الرقم القياسي للاشتراكي لوران فابيوس الذي عين رئيساً للحكومة في سن 37 عاماً في 1984. إذ يسعى ماكرون لإعطاء دفع جديد لولايته الثانية الممتدة حتى العام 2027، في ظل افتقاده للأغلبية في الجمعية الوطنية، واحتمال أن تتمكن مارين لوبان من الوصول إلى الإليزيه بعد أن فازت في الانتخابات الرئاسية السابقة بأكثر من 41 في المئة من الأصوات.

يرى الخبير السياسي الفرنسي برونو كوتري أن غابرييل آتال يجسد «الشباب والطموح، ويذكّر إلى حد ما بخلفية ماكرون في البداية»، و«إن كان تعيينه لن يحل المشكلة».

ويوصف آتال ب«ماكرون الصغير»؛ لأنه مثله كان اشتراكياً سابقاً، ثم انتقل إلى «حركة إلى الأمام» التي أسسها ماكرون، ثم صار اسمها «الجمهورية إلى الأمام»، ويعتبر الأكثر شعبية في الحكومة؛ حيث تولى منصب سكرتير الدولة للشباب بعد فوز ماكرون عام 2017، ثم المتحدث باسم الحكومة، وقام بهذه المهمة بمهارة خلال جائحة «كورونا». وإثر الولاية الثانية لماكرون تم تعيينه وزيراً للموازنة، ودافع بضراوة عن نظام التقاعد الذي لا يحظى بشعبية. ثم جاءته الفرصة مجدداً في يوليو/تموز الماضي؛ حيث تولى حقيبة وزارة التعليم، وكانت أولى قراراته فرض زي رسمي في المدارس الحكومية، ومنع ارتداء العباءة، ما أثار الاستياء لدى الكثير من المسلمين الذين اعتبروا القرار تنازلاً لمصلحة اليمين؛ إذ رفعت «جمعية العمل من أجل حقوق المسلمين» طعناً بالقرار، لكن مجلس الدولة الفرنسي رفض الطعن وأيد القرار.

يتقاسم آتال وماكرون نفس الآراء والمواقف السياسية والاتجاه نحو اليمين، إضافة إلى الطموح. وإذا كان من السابق لأوانه الحديث عن معركة الرئاسة لخلافة ماكرون بعد ثلاث سنوات، فإن آتال قد يكون فرس الرهان المقبل في مواجهة زعيمة اليمين مارين لوبان، إذا ما تمكن من تثبيت أقدامه في رئاسة الحكومة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/3kfypuf2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"