الناشر حيث يدعم الناقد

أكتب بمحبة دائماً عن دور النشر الجديدة التي يمتلكها ويديرها كتّاب وكاتبات من الإمارات، القاسم المشترك بينهم أنهم من جيل الشباب، وثمة قاسم مشترك آخر بين هذا الجيل من الناشرين الإماراتيين هو المهنية، والجدّية في العمل واختيار المادة وإخراجها بحرفية نشرية .
تحية صافية إلى الناشرين الإماراتيين الشباب، وإلى من سبقهم إلى صناعة النشر وصناعة الكتاب الثقافي في الإمارات، ومن بين هذه الكوكبة النشرية التي تستحق التحية أشير إلى دار (العنوان) للنشر والتوزيع في الشارقة (مويلح) وصدر عنها مؤخراً «جدل المرأة والشعر»، دراسة تحليلية جمالية حول شعر خلود المعلّا، للباحثة حمدة إبراهيم العوضي، وصدر الكتاب بدعم من وزارة الثقافة والشباب، ومما يسعد المتابع الثقافي في الإمارات أن الدراسة تقدّمت بها المؤلفة حمدة العوضي ضمن متطلبات حصولها على درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها (جامعة الشارقة) وصدرت الدراسة أيضاً في إطار مبادرة (أبدع نشر) ما يعني أن دار العنوان للنشر بدعم من وزارة الثقافة تبنّت نشر دراسة الباحثة في كتاب، وهي مبادرة نبيلة وتعبّر عن رسالة ثقافية وطنية.
في الإمارات خزانة مكتبية كبيرة يؤسسها من عام إلى آخر طلبة الماجستير والدكتوراه في الأدب والنقد والبحث العلمي والثقافي، وهي معاً حصيلة نشر إماراتي بأقلام شابة، مثقفة ومتصلة علمياً وأكاديمياً بالنظريات والمصطلحات الحديثة في العالم، وفي هذه الحال، فإن تبنّي دور النشر الإماراتية إصدار هذه البحوث والدراسات الجامعية هو مكسب ثقافي للكتّاب الإماراتيين.
قرأت حمدة ابراهيم العوضي شعر خلود المعلّا من زوايا نظرية وتطبيقية مختلفة أو متعددة.. ذهبت إلى المضمون الإنساني، والعربي والقومي والاجتماعي والإماراتي في شعرها، ذهبت أيضاً إلى اللغة ودلالات الألوان والموسيقى في تجربة شاعرة إماراتية لها توقيعها الإبداعي الإماراتي والعربي برؤى نقدية تحليلية للنص الشعري.
سأعود بتفصيل أكثر لاجتهادات هذا الكتاب، غير أن المؤشر الثقافي في مثل هذه البحوث والدراسات يقول إن جيلاً جديداً من نقاد الشعر والرواية والقصة يظهر في الإمارات من خلال الجامعات والدراسات العليا فيها، والمؤشر الأجمل والتفاؤلي أيضاً أن دور نشر إماراتية تحتفي بهذه الدراسات الجامعية وتصدرها في كتب متخصصة وهو دعم معنوي عظيم القيمة والمعنى.
[email protected]