عادي

مصادر تمويل الحملات الصليبية

23:40 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

شهد الشرق الإسلامي في أواخر القرن الخامس الهجري حركة غزو غربية، لم يشهد لها مثيلاً في العصور الوسطى، واتخذت هذه الحركة من الدين ستاراً لإخفاء ما تنطوي عليه من المطامع والأهداف، وتتمثل هذه الحركة في الحروب الصليبية.

كان لتلك الحركة ركائز اقتصادية طورها الأوربيون طوال فترة وجودهم في الشرق، فالمتتبع للوجود الصليبي يلاحظ هذا التغير والتطور في النهج الاقتصادي وأثره في الوجود الأجنبي في المنطقة وفترات ضعفه وقوته.

د. سعد خليل الشعيبات في كتابه «مصادر تمويل الحملات الصليبية (488 – 648/ 1095 – 1250) يوضح أن انضمام الزعماء والأمراء والتجار الأوروبيين لهذه الحروب، لم يكن استجابة للنداء البابوي الذي أطلقه أوربان الثاني عام 1095، وإنما رأوا تحقيق منافع وغايات دنيوية لم يحققوها في الغرب الأوروبي في ذلك الوقت، لذلك اعتمدت الحملات الصليبية الأولى على التمويل الذاتي من قبل الأمير والفارس والجندي، بغية عدم تقاسم المكتسبات المالية الشرقية مع أحد.

ولأهمية العنصر الاقتصادي في تكوين الدول واستمرار وجودها، وبسبب ندرة وجود دراسة اقتصادية تتناول الوجود الصليبي في الشرق وأسس قيامه الاقتصادية بشكل كامل، من خلال تناول المرتكزات الاقتصادية للحملات الصليبية القادمة من أوروبا، أو الحملات الصليبية التي قام بها الصليبيون في الشرق طوال فترات وجودهم، قام الباحث بتناول هذا الموضوع ودراسته دراسة مستفيضة، اعتماداً على ما توفر من مصادر أجنبية وعربية.

كانت عمليات التمويل ذات مفهوم أوسع من عمليات التموين، فضمت الدراسة جميع العمليات التي تشير إلى هذا المفهوم، فالتمويل الذي قدمته المدن الأوروبية خدمة للقضية الدينية، والذي قدمته المدن الإسلامية خوفاً من الصليبيين، وعمليات السلب والنهب والإتاوات جميعها، تدخل في مفهوم التمويل المشروع أو غير المشروع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/2tdw2w74

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"