عادي

30 كاتبة من أصول إفريقية في التجربة الأمريكية

22:09 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

صدر عن المركز القومي للترجمة كتاب «الرواية التاريخية عند الكاتبات الأفروأمريكيات» لآنا نونيس، ترجمة شرقاوي حافظ، ينطلق الكتاب من فكرة أن الماضي سيظل رهيباً طالما نرفض أن نتمثله بأمانة، شرعت الكاتبات الأفروأمريكيات في تمثيل التاريخ، الذي يهدف إلى وصل الماضي بالحاضر، والفرد بالمجتمع.

في هذا السياق يظهر التاريخ كوسيلة مهمة لإعادة البناء الثقافي وتجديد المجتمع، واكتشاف الذات، وتمثل النصوص المختارة في هذا الكتاب التاريخ الأفروأمريكي المكتوب من وجهة نظر نسائية، ويقدم كل عمل استراتيجيات سردية جديدة لتمثيل العبودية، ويعمل في إطار أسلوب أدبي تعاد صياغته ومراجعته.

النقطة الأساسية في روايات توني موريسون وفيليس بيري ومارجريت واكر وجايل جونز وشارلي آني وليامز، على سبيل المثال، هي إعادة صياغة ماضي الأجداد، فالكاتبات السوداوات يستعدن في تمثيلهن للماضي الأساليب الشفوية التي تم تطويرها واختبارها في تجربة العبودية، وتاريخ الاضطهاد والمحن.

وأثناء ممارسة الاستعادة وإعادة صياغة الأساليب الشفوية فإنهن يستعدن جداتهن الأديبات، النساء اللاتي ظلت أعمالهن خارج المعايير الأدبية، فقد ظلت الكتابة الأفروأمريكية بشكل عام مدفونة في الظلام، لا يمكن الوصول إليها إلا في مكتبات البحث أو الطبعات الثانية سيئة التحرير، وباهظة السعر.

كثير من هذه الكتب لم تتم طباعته مرة ثانية على الإطلاق، ومع ذلك وعلى الرغم من هذا الانقطاع الذي اتسم به الأدب الأفروأمريكي فإن كاتبات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر السوداوات أسسن وأثرين الأسلوب الأدبي للنساء الأفروأمريكيات الذي يجب أن ينقح ويشرح بالتفصيل ويحلل ويناقش قبل أن نفهم تماماً الشكل الرسمي لهذا الأسلوب.

من خلال أدوار أولئك الكاتبات، كفنانات ومحاضرات وناقدات وكاتبات سيرة ومحررات، أعادت الكاتبات اكتشاف التقاليد الأدبية الأفروأمريكية وتعاملن معها أثناء تشكيل اتجاهاتهن الجديدة، في تتبع تطوير تمثيل العبودية من «يوبيل» لواكر حتى «الوصمة» لبيري أصبح من الواضح كيف أن هذه الروايات التي نوقشت، أسست حواراً يتناص مع الأعمال الأخرى لتقليد الأدب الأفروأمريكي التي ركزت على وجهات نظر المرأة عن تاريخ السود ومعاناتهم، مع توضيح أهمية ميراث كاتبات القرن العشرين السوداوات.

يهدف هذا الكتاب إلى استكشاف الطرق التي تتعامل بها الكاتبات الأمريكيات من أصل إفريقي مع العلاقات بين التاريخ والأدب، وإعادة رصد التاريخ من وجهة نظر الأنثى التي تم إسكاتها، وتأصيل السرد غير المسبوق للتجربة الأمريكية، ولا يهدف الكتاب إلى أن تكون هناك نظرة شاملة مستفيضة عن الرواية التاريخية في الأدب الأفروأمريكي الذي نشر منذ عام 1966، بل يكون التركيز على استراتيجيات السرد الروائي المبتكرة في الروايات المنتقاة.

تعيد هذه الروايات صياغة الأسلوب الأوروبي للرواية التاريخية في القرن التاسع عشر، لكي تنافس النصوص التاريخية التي أصدرتها سيطرة الرجل الأبيض، وتجمع الرواية التاريخية الأفروأمريكية بشكل ملحوظ بين البحث التاريخي وعناصر خيالية، لتعيد تشكيل الماضي، ولذلك فإن هذه المجموعة من الروايات تمنح امتيازاً لحياة المهمشين اجتماعياً، أولئك الذين ظلوا خارج صفحات التاريخ.

في هذا السياق يصبح الأدب وسيلة لإعادة صياغة «السجلات التاريخية» التي تم تدميرها أو لم تكن موجودة على الإطلاق، وطريقة لإدراج تاريخ هؤلاء الذين لا يتكلمون، في التجربة الأمريكية، هؤلاء الذين لم يمتلكوا صوتاً بسبب الرعب.

يستكشف الكتاب الروايات التاريخية الأفروأمريكية التي كتبتها نساء في العقود الأربعة الأخيرة من القرن العشرين على نطاق واسع، ويشير إلى أكثر من ثلاثين كاتبة أسهمت أعمالهن في ذلك التراث، ويختتم الكتاب باستكشاف المسؤولية الاجتماعية التي احتضنتها كل مؤلفة في صياغة رواية تاريخية تجعل الحاضر متماسكاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/478nuwwc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"