ستّ جهات نشرية في الشارقة تتكامل مهنياً وثقافياً في صناعة الكتاب الإماراتي، وتوزيعه، والتعريف به في معارض الكتب الدولية حين تكون الشارقة ضيف شرف في هذه المعارض، أو حين تكون مشاركة فيها على صعيد العرض والتوزيع. والجهات السّت تتكامل في عملها نحو تعميق فاعلية مشروع الشارقة الثقافي في أبعاده الثلاثة التي باتت اليوم خاصّية عملية معروفة للعالم كلّه: البُعد الإماراتي المحلي، والبُعد العربي، والبُعد العالمي.
الجهات النشرية المشار إليها هي: دائرة الثقافة، الهيئة العربية للمسرح، هيئة الشارقة للكتاب، معهد الشارقة للتراث، مدينة الشارقة للنشر، بينالي الشارقة، بالإضافة إلى روافد نشرية موازية في عملها لهذه الجهات النشرية ومكمّلة مهنياً وثقافياً، مرة أخرى، لصناعة الكتاب الإماراتي. هذه حالة نشرية بامتياز، بل هي ظاهرة ثقافية تخصصية تقع في الإطار العام لظاهرة مشروع الشارقة الثقافي منذ ثمانينات القرن العشرين، واليوم.
للكلام مناسبة وهي الصورة العامّة لصناعة الكتاب في الإمارات، هذه الصناعة الإبداعية والثقافية التي أخذت بالنموّ بعد تأسيس جميعة الناشرين الإماراتيين في 25 فبراير 2009، وبالطبع، لا ننسى تجارب النشر الإماراتية قبل تأسيس الجمعية، غير أن ظهور الجمعية قبل نحو أربعة عشر عاماً، واعتبارها مظلّة جامعة لدور النشر وللناشرين الإماراتيين نقلا صناعة الكتاب في الإمارات من مرحلة تأسيسية إلى مرحلة مهنية احترافية، ثم أصبحت الجمعية جهة إماراتية ثقافية حظيت بثقة الاتحاد الدولي للناشرين وانضمت إلى عضويته، وأصبحت رقماً عالمياً محترماً في مجتمع النشر الدولي. ويعود كل هذا النجاح إلى جدّية عملية النشر في الإمارات، وإلى الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي التي دفعت بكل معطياتها الثقافية والإدارية في اتجاه قيام جهة نشر إماراتية يُشار إليها بكل فاعلية في العالم.
النشر في الإمارات صناعة وثقافة وفن منذ الثمانينات، وذلك، حين نعود إلى تاريخ هذه الصناعة الوطنية الإماراتية، وارتباطها تلقائياً بمشروع الشارقة الثقافي وتحديداً دائرة الثقافة التي ولد من نسيجها المادي والمعنوي أكثر من رافد نشري نعاينه اليوم باهتمام ملحوظ.
الجهات النشرية في الشارقة هي في الأصل دوائر ثقافية لها برامج وأنشطة وفعاليات، لكن النشر في حدّ ذاته لا يغيب عن هذه الجهات، بوصفه إحدى أولويات العمل الثقافي المتواصل منذ عقود.
