عادي

السينما ابنة علم النفس

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

الأفلام شأنها شأن كل الفنون مشبعة بالعقل البشري، فهي من صنع البشر، وتجسد أفعالاً بشرية، ويشاهدها جمهور من البشر، إنها شكل فني مفعم بالحيوية البالغة، يستخدم صوراً متحركة أخاذة وأصواتاً نابضة بالحياة، للربط بين صنّاع السينما والجمهور عبر شريط «السيلولويد» والحواس.

يشير سكيب داين يونج في كتابه «السينما وعلم النفس.. علاقة لا تنتهي» (ترجمة سامح سمير فرج) إلى مارتن سكورسيزي الذي ولد عام 1942 في الحي الإيطالي بنيويورك ذي الطبيعة القاسية، ونتيجة لمعاناته من مرض الربو، لم يكن يستطيع أن يلعب مثل بقية الأطفال، فكان يقضي جل وقته في مشاهدة الأفلام في منزله، حيث حماه ذلك إلى حد ما من شوارع نيويورك الوضيعة، لكنه أورثه شعوراً بالوحدة والعزلة.

انغمس سكورسيزي في المذهب الكاثوليكي، وارتاد معهداً دينياً لفترة قصيرة، قبل أن يلتحق بكلية السينما بجامعة نيويورك، وبحلول منتصف السبعينات أصبح واحداً من شباب المخرجين الطموحين وفي عام 1976 أخرج فيلم «سائق التاكسي» الذي يدور حول سائق تاكسي مضطرب عاطفياً يقع في شرك شوارع نيويورك المزعجة، وقد منح روبرت دي نيرو الفيلم صراعات داخلية نفسية واقعية رائعة.

كان فيلم «سائق التاكسي» إنجازاً رائعاً جمع بين اللغة الفجة والصور المربكة والتقنيات السينمائية المبتكرة، وفي أحد المشاهد الشهيرة تستعرض الكاميرا لقطة تفصيلية بطيئة الحركة ومأخوذة من أعلى، المذبحة الناجمة عن محاولة السائق إنقاذ بنت قاصر (أدت دورها جودي فوستر) واعتبر هذا المشهد عنيفاً، حتى أن جمعية الفيلم الأمريكي أصرت على أن يغير سكورسيزي لون الدم، كي لا يصنف الفيلم ضمن فئة للكبار فقط.

الفرضية الأساسية التي يقوم عليها هذا الكتاب، هي أن جميع الأفلام مفعمة بالعناصر السيكولوجية، وزاخرة بالدراما الإنسانية التي تم تناولها من زوايا مختلفة، ومما له دلالة في هذا الشأن، إن كلاً من علم النفس المعملي والتحليل النفسي الإكلينيكي ظهر في اللحظة التاريخية نفسها تقريباً، التي ظهرت فيها السينما نهاية القرن التاسع عشر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/56amdmzp

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"