عادي
يوهان زوفاني أبرز الفنانين الكلاسيكيين الألمان

«بنات جون ستيوارت».. الجمال يسكن التفاصيل الصغيرة

19:42 مساء
قراءة 3 دقائق
بنات جون ستيوارت
يوهان زوفاني
الشارقة: عثمان حسن
يوهان جوزيف زوفاني (13 مارس 1733 - 11 نوفمبر 1810) هو، الرسام الكلاسيكي الألماني الأبرز الذي عمل في بلاط الأمراء والملوك الإنجليز في زمنه، نشط في إنجلترا وإيطاليا والهند، وتظهر أعماله في كبريات (الغاليرهات)، والمتاحف العالمية، كما هو في المجموعات الفنية البريطانية البارزة، بما في ذلك المعرض الوطني، ومعرض تيت، والمجموعة الملكية، بالإضافة إلى مقتنيات المتاحف في أوروبا والهند والولايات المتحدة وأستراليا، قضى معظم حياته العملية في إنجلترا، وعمل لدى العائلة المالكة هناك، واكتسب حظوة عند الملكة شارلوت التي كانت من أصول ألمانية، واشتهر بلوحاته التي تعد بمثابة صور ناطقة ومفعمة بالحيوية والحركة.
عرف زوفاني بوصفه فناناً بوهيمياً، وفي بداية حياته عمل في ورشة للنحت في بلدة «إلفانجن» الألمانية، كما عمل في فترة لاحقة مع عدد من الفنانين الألمان.
في عام 1750، سافر إلى روما ودخل استوديو أغوستينو ماسوتشي. في خريف عام 1760، وصل إلى إنجلترا ووجد في البداية عملاً مع صانع الساعات ستيفن ريمبولت، حيث رسم تصميمات زخرفية لساعاته.
بحلول عام 1764، كان زوفاني يتمتع برعاية الملك جورج الثالث والملكة شارلوت، بسبب رسوماته الساحرة خاصة (البورتريهات)، غير الرسمية التي تصور الناس في الفضاءات الخارجية، وهم يستمتعون بالمناظر الطبيعة، ويمارسون اللعب في الحدائق العامة، في هذه الفترة رسم الملكة شارلوت وطفليها في (1765)، داخل منزلها في باكنغهام. كما تمتع بشعبية هائلة لدى العائلة الإمبراطورية النمساوية وتم تعيينه باروناً للإمبراطورية الرومانية المقدسة في عام 1776.
*الأكاديمية الملكية
كان زوفاني أحد الأعضاء المؤسسين للأكاديمية الملكية الجديدة في عام 1768، ورسم العديد من الممثلين والممثلات البارزين في عصره، ولا سيما ديفيد جاريك، وهو الممثل الأكثر شهرة والذي اشتهر بأدائه لتحفة شكسبير (الملك لير).
وصفت رسوماته بأنها بمثابة قطعة محادثة بما فيها من حيوية، خصوصاً تلك التي تصور أفراد من الطبقات الوسطى في القرن الثامن عشر، وغالباً ما كانت تلك الصور لمجموعات من الأصدقاء والمقربين، وقد تطور هذا النوع من الرسم في هولندا وفرنسا، وأصبح شائعاً في بريطانيا منذ 1720، حيث وصف أحد النقاد زوفاني بأنه «المبدع الحقيقي وسيد هذا النوع من الرسومات»، ومن اللوحات الشهيرة ليوهان زوفاني تبرز صورة «بنات جون ستيوارت الثلاث»، وجون ستيوارت، سياسي بريطاني عرف بلقب إيرل بيوت الثالث، تولى رئاسة الوزراء في بريطانيا من (1762 - 1763)، وفي عهده انتهت حرب السنوات السبع عام 1763.

*مرح
كلف جون ستيوارت، يوهان زوفاني برسم هذه اللوحة التي تصور بناته الثلاث، وهن يمرحن في حديقة العائلة في منزله بمقاطعة بالاديان التي كانت تتبع إسكتلندا، وذلك في الفترة التي حل فيها يوهان في إنجلترا، بعد أن ذاع صيته كفنان بارز حوالي 1760، وهي الفترة التي عرّفته على الوسط السياسي والثقافي والفني، وارتبط بعلاقات كثيرة مع رعاة الفن.
في هذه الصورة المفعمة بالحيوية، تظهر بنات جون ستيوارت الثلاث، وهن يلعبن مع السناجب الأليفة، وهن، على اليسار تظهر الطفلة الصغرى، التي أصبحت لاحقاً السيدة لويزا ستيوارت (1757-1851)، تظهر وهي تحمل حبة بندق لجذب أحد السناجب، الذي أصبح طليقاً من الحبل، وترتدي في الرسم فستاناً أبيضاً بسيطاً مع حذاء أحمر، وهو من طراز الملابس العصرية للفتيات الصغيرات في هذا العصر. الفتاة الأكبر سناً، التي تظهر في المنتصف وترتدي ثوباً أنيقاً باللون الأحمر المرجاني، هي التي أصبحت لاحقاً السيدة آن ستيوارت (1746- 1779)، والثالثة هي السيدة كارولين ستيوارت (1750-1813)، وتظهر على مقعد الحديقة الخشبي، وتمسك بخيط متصل بالسنجاب على الفرع العلوي من الشجرة.
العفوية والبساطة، هو ما يميز تلك اللوحة النابضة بالألوان، والتي تعد نموذجاً رائعاً للمثالية والكمال سواء في الألوان أو إبراز التفاصيل الصغيرة، وذلك يظهر بقوة في ملامح وجوه الفتيات الصغيرات، التي تبرز في الرسم متوازنة وحيوية وأقرب إلى الواقع.
إن محاكاة الواقع في هذه اللوحة، جسدت ملامح الجمال الذي يعبر عن السعادة والفرح، من دون رتوش، أو تكوينات فنية جامحة، أو فائضة عن الحاجة، كما تبرز اللوحة دقة متناهية في رسم العلاقات الدقيقة بين، اللون، الشكل، الخطوط، لتحقيق أقصى قدر من المثالية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/m99aft4r

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"