«باركليز» يتعهد بإعادة 12.6 مليار دولار للمستثمرين ضمن خطة إصلاح جديدة

وضع باركليز خطة مدتها ثلاث سنوات لإنعاش سعر سهمه المتراجع الثلاثاء، بما في ذلك إلغاء تكاليف بقيمة ملياري جنيه استرليني، وإعادة 10 مليارات جنيه استرليني (12.6 مليار دولار) إلى المساهمين والاستثمار في بنكه البريطاني ذي العائدات المرتفعة.

وارتفعت أسهم البنك البريطاني بما يصل إلى 7% بعد الإعلان، الذي شمل أيضًا إعادة تنظيم أقسامه التشغيلية، من قبل الرئيس التنفيذي لباركليز سي إس فينكاتاكريشنان، المعروف داخليًا باسم فينكات. وارتفعت الأسهم 5%.

خطط فينكات، التي وصفها بـ «الطموح المقاس»، ترى أن باركليز يعطي الأولوية لعمليات إقراض المستهلكين والشركات الأكثر ربحية، مع تقليل نسبة الأصول التي يمثلها بنكه الاستثماري الأكثر تكلفة.

يمثل التحديث الأول لاستراتيجية البنك منذ ما يقرب من عقد من الزمن نقطة انعطاف لفينكات وهو يحاول تحسين العائدات بعد فترة من الاضطرابات الإدارية والنتائج المخيبة للآمال.

وتضمن تحديثه خططًا لخفض التكاليف بقيمة مليار جنيه استرليني على المدى القريب ومراجعة مستقبل أعمال المدفوعات، حسبما ذكرت رويترز في وقت سابق.

وستركز التخفيضات على البنوك الاستهلاكية التابعة لباركليز في المملكة المتحدة وبنوك الاستثمار عبر الأطلسي، حيث سيشهد كلاهما تخفيضًا قدره 700 مليون جنيه إسترليني.

وسيخصص باركليز 30 مليار جنيه إسترليني إضافية من الأصول المرجحة بالمخاطر لبنك التجزئة التابع له في المملكة المتحدة بحلول عام 2026. وقد تم تعزيز الوحدة هذا الشهر من خلال الاستحواذ على الذراع المصرفية لسوبر ماركت تيسكو بقيمة 600 مليون جنيه إسترليني.

وقال باركليز إنه لا يزال يرغب في تنمية بنكه الاستثماري على مدى السنوات الثلاث، وإن كان ذلك بشكل أبطأ من قطاع التجزئة، مع إعادة التوازن إليه لتنمية حصته السوقية في مجالات تشمل الأسهم والخدمات الاستشارية.

وقال فينكاتاكريشنان إن ذلك سيؤدي إلى خفض الأصول التي يمثلها بنكها الاستثماري من 63% في عام 2023 إلى 50% بحلول عام 2026.

• انخفاض الأرباح

وجاء تحديث الاستراتيجية في الوقت الذي أعلن فيه باركليز انخفاضا بنسبة 6% في أرباحه السنوية إلى 6.6 مليار جنيه استرليني (8.32 مليار دولار)، بما يتماشى مع توقعات المحللين، مع ارتفاع تكلفة القروض المعدومة المحتملة.

وقال محللون في جيه بي مورجان:«إن التحديث قد يعني ضمنا تحسينات في التوقعات الخاصة بأداء البنك، لكن الخطط اعتمدت على نمو الإيرادات وسيكون التركيز على تنفيذها».

وقالت آنا كروس، المديرة المالية لبنك باركليز، للصحفيين: «إن باركليز ألغي 5000 وظيفة في عام 2023، والعديد منها يقع في وظائف المكتب الخلفي».

وقالت أيضًا إنها ستراجع مستقبل أعمالها التجارية في المملكة المتحدة، والتي تتعامل مع المدفوعات. وكانت رويترز قد نشرت العام الماضي لأول مرة مراجعة لأعمال المدفوعات الخاصة بها.

وقال باركليز إنه سيعيد ما إجماليه ثلاثة مليارات جنيه إسترليني للمساهمين لعام 2023، بزيادة 37% عن العام السابق، بما في ذلك إعادة شراء أسهم جديدة بقيمة مليار جنيه إسترليني وتوزيعات نهائية قدرها 5.3 بنساً للسهم.

• هيكل جديد

وذكرت رويترز في وقت سابق من هذا الشهر أن المستثمرين في باركليز، الذي يتمتع بواحد من أدنى التقييمات بين أقرانه الأوروبيين، نفد صبرهم مع انخفاض سعر سهمه ويفضل البعض تبسيط بنكه الاستثماري.

والعرض الذي قدمه باركليز لمساهميه يشبه ذلك الذي قدمه دويتشه بنك، الذي قال في الأول من فبراير إنه سيلغي 3500 وظيفة، ويعيد شراء الأسهم، ويوزع أرباحًا في محاولة لإقناع المستثمرين بأن تحوله يسير على الطريق الصحيح.

وقال باركليز إن دخل الشركات والبنوك الاستثمارية انخفض 4% إلى 12 مليار جنيه استرليني في 2023، مع تراجع نشاط العملاء في كل من الأسواق والشركات الاستشارية المصرفية الاستثمارية.

رئيس قسم الخدمات المصرفية للشركات والاستثمار في البنك، بول كومبتون، الذي ينظر إليه الكثيرون داخل البنك منذ فترة طويلة على أنه خليفة محتمل لفينكات، سوف يتنحى عن منصبه الحالي ويصبح رئيسًا للوحدة.

وقال باركليز: «إنه يستهدف عائدا على الأسهم الملموسة، وهو مقياس رئيسي للأداء، أكبر من 10% في عام 2024، مع ارتفاع الأهداف إلى ما يزيد على 12% في عام 2026». (رويترز)