عادي
خلال جلستين ثقافيتين على هامش فعاليات أيام الشارقة التراثية

متخصصون: التراث حلقة تواصل دولي وإنساني عبر العصور

19:37 مساء
قراءة 3 دقائق
متخصصون: التراث حلقة تواصل دولي وإنساني عبر العصور

أكد أكاديميون ومتخصصون بالشؤون التراثية والفنية أن التراث هو الركيزة الأساسية في التواصل الدولي والإنساني عبر العصور، فمن خلاله تتقارب وجهات النظر، وتمتد جسور المعرفة والتعارف، ويسود الوئام البشري والسلام العالمي.

جاء ذلك خلال جلستين ثقافيتين أقيمتا على هامش فعاليات الدورة 21 من أيام الشارقة التراثية، حملت الجلسة الأولى التي أدارها أحمد سالم البيرق، مدیر إدارة الاتصال المؤسسي في معهد الشارقة للتراث، عنوان «التراث والتواصل الدولي»، فيما أقيمت الجلسة الثانية تحت عنوان «التراث وسيلة التواصل الإنساني»، بحضور نخبة من الباحثين والمهتمين والإعلاميين المحليين والعرب.

قال د. مأمون عبد الكريم الأستاذ في قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة: «كان للتواصل أثره الفعال في حماية التراث المادي في سوريا خلال الأزمات الماضية»، مضيفاً: «انطلقنا في التواصل بداية مع أبناء البلد، باعتباره مفتاح التواصل مع العالم، ثم انطلقنا إلى العالم، وأسفر ذلك عن دعم ومساندة عالمية كبيرة أنقذت بجهود الجميع نحو 97% من القطع الأثرية التي كان يضمها 10 آلاف موقع أثري، و34 متحفاً منتشراً في البلاد من أخطار الحروب».

‏وصحح ‏عبدالقادر بدور معلومات تاريخية عن نشأة فن القدود بأنه ظهر في القرن ال 16 ق.م في أوغاريت وليس قبل نحو 100 عام، مبيناً أنه فن يقوم على الاحتفاظ باللحن والإيقاع مع تغيير الكلمات، كما يمكن الانتقال في مضمونه من قد ديني إلى قد شعبي وغيرها.

وأكد بدور أن القدود أعيد إنتاج الكثير منها وصياغتها في حلب ومنها إلى العالم في حلقة تواصلية لافتة، حتى بات يُعرف ‏اليوم بفن القدود الحربية، ولهذا الفن مشاهير كثيرون معروفون في الوطن العربي والعالم.

‏ودعا د.مسعود إدريس إلى التعرف على الحضارة الإسلامية في البلقان التي لا تقل أهمية وشهرة عن الحضارة الأندلسية، باعتبارها حلقة تواصلية عالمية مهمة اهتمت أوروبا بالتعرف إليها منذ مدة طويلة، وتطرق إدريس إلى الفلسفة الإسلامية العمرانية في بناء الجسور في البلقان مع المحاريب قبل إنشاء المساجد التي شيدت بعدها بنحو 100 عام، مشيراً إلى أهمية الحفاظ عليها باعتبارها حلقات تراثية تواصلية مهمة في ظل بقاء 5 من أصل 50 تعرضت إلى الاندثار والزوال عبر التاريخ.

‏وأدار د.صابر يحيى الجلسة الثانية «التراث وسيلة التواصل الإنساني» التي استهلها د.أحمد بهاء الدين بأن الوصول إلى ما ينتجه البشر لن يتم من دون تعزيز وسائل الاتصال وتنميتها، مؤكداً أن «هذا العامل هو أساس دور التراث، ومن خلاله تكتسب نتاجات الشعوب القدرة على البقاء والانتشار والتوسع»، مشدداً على أن التواصل الاجتماعي أوصل الإنسان بالإنسان، إلا أنه لم يوصل الإنسان بالتراث والحضارة، إذ لا يتم ذلك إلا من خلال اللقاء المباشر والمثمر بين مُلقٍ ومتلق.

‏وقال د.عمر عبد العزيز: «وعن فلسفة التواصل في نقل التراث المادي، لا نستطيع ادّعاء معرفة كل ما كان في الماضي من تراث»، مضيفاً أن التعامل مع التراث لابد أن يتم بأدوات معرفية وذوقية، حيث انبثقت منه كل العلوم والمعارف، ومع أنه مرتبط بالقديم وغاب عنا منه الكثير، فإن كل جديد في العالم يحمل بين طياته شيئاً من التراث، وأن التواصل يعيد ما انقطع منه عبر العصور لعوامل المرونة والقوة التي يتمتع بها، وأهّلته للبقاء كل هذا المدى الطويل من التاريخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/57u9jcj2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"