عادي
فائزون في «غرفة الكتّاب»

مسلسلات مستلهمة من الواقع بطرح شبابي

23:09 مساء
قراءة 3 دقائق
مسلسلات مستلهمة من الواقع بطرح شبابي

حوار: مها عادل

كشفت «OSN»، والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، عن أسماء الفائزين والفائزات في برنامج «غرفة الكتّاب»، الذي يسلط الضوء على مواهب الكتّاب والمؤلفين المميزة في المنطقة العربية، ويهدف إلى دعم كتّاب المسلسلات في المنطقة العربية وتطوير قصصهم المميزة إلى أعمال كاملة، بما يعزّز خصوصية السّرديات في المنطقة.

احتضن البرنامج الذي انطلق في مارس 2023 مشاريع الكتّاب منذ البداية حتى تطويرها إلى مسلسلات قصيرة كاملة، إلى جانب توفير الدعم والإرشاد والمتابعة، بما فيها الملاحظات المهمة التي يقدمها المتخصصون. ويسعى البرنامج إلى تأسيس أطر واضحة لكتابة المسلسلات في المنطقة، بما يتماشى مع المنهجيات المتبعة في غرفة الكتّاب، حيث يمكن للمشاركين والمشاركات التعلّم من نظرائهم والمشاركة في العملية الإبداعية.

واستقبل البرنامج 276 مشروعاً، وتولّت لجنة تحكيم مختصّة مهمة التقييم والاختيار. الذين أعلنوا أسماء الفائزين بجوائز البرنامج بمختلف الفئات، وفي السطور التالية سنتعرف عن قرب إلى ملامح بعض هذه المسلسلات الفائزة من خلال محاورة صناعها، والتعرف إلى رؤيتهم بأعمالهم الفائزة.

أزمة منتصف العمر

يقول تامر عبد الحميد ونهى حسين، عضوا فريق كتابة مسلسل «فن البقاء»: المسلسل مكون من 8 حلقات، يدور حول شاب يمر بأزمة منتصف العمر، يعيش منذ فترة في عزلة اختيارية، ويعاني -رغم حسِّه الساخر- الإحباط، يكتشف فجأة أنه مصاب باللوكيميا (سرطان الدم)، ليضعه المرض في مواجهة مع حاضره الراكد ومستقبله المجهول، عندها يتبيَّن له أنه لم يحدد لحياته هدفاً بعد، وهكذا يدفعه المرض للبحث عن هذا الهدف ومحاولة تحقيقه، ويجبره على الخروج من عزلته، ليصبح السرطان -للمفارقة- هو ما ينقذ حياته ويعلمه «فن البقاء» والجديد الذي يقدمه المسلسل هو أنه طرح كوميدي رغم ظروف البطل القاسية.

ويتابع فريق العمل: الصعوبة الأكبر هي في رحلتنا الواقعية مع مرض السرطان، فأحداث المسلسل مستوحاة من تجربة حقيقية نعيشها كمؤلفين للعمل (تامر هو مريض السرطان ونهى هي زوجته التي تعتني به)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كانت الصعوبة في تطويع الشخصيات والأحداث التي تستند إلى مرجعية واقعية حدثت أثناء رحلتنا في مقاومة المرض ليتم تقديمها في إطار كوميدي لا يصدم المشاهد نظراً لحساسية الموضوع، وكان الحل ببساطة هو ما أضفناه من خيالنا كمبدعين لبناء الشخصيات وتسلسل الأحداث لتنسجم مع الواقع والمنطق، هذه الإضافات التي تعزز من جرعة الكوميديا دون سقوط في فخ الاستهانة بالمرض، وفي نفس الوقت تمنح للقصة الواقعية أبعاداً أخرى، حتى لا يصبح الأمر مجرد أرشفة لسلسلة من الأحداث لا تشكل معا بناء درامياً محكماً.

اجتماعي كوميدي

يحدثنا مصطفى يوسف وفاطمة عابد عن رؤيتهما لمسلسل «دليل الرجل الأعزب»، قائلين: المسلسل اجتماعي كوميدي يحكي عن 4 أصدقاء رجال في منتصف العمر فشلوا في كل محاولاتهم السابقة في إقامة علاقات عاطفية ناجحة. يتكاتفون لوضع خطة للتغلب على أسباب فشلهم ولبدء علاقات ناجحة، بينما محاولاتهم للتحسن الظاهري أو الشكلي: الجسدي والاجتماعي، تدخلهم في مواجهة عميقة مع ذواتهم وشخصياتهم، ليسألوا أنفسهم من يكونوا حقاً وما الذي يبحثون عنه بالتحديد، يفكرون ويبحثون عن معنى أن تكون رجلاً في مصرفي الوقت الراهن ما هي كيفية وإمكانية خلق علاقات سوية، قوية وحميمة وحقيقية؟

ويتابعان: يرصد المسلسل كيف أن التغييرات الكبيرة التي تمر بها مجتمعاتنا، تتسبب في مواجهة جيلنا من الشباب تغييرات جذرية في رؤيته للنجاح الأسري والاجتماعي، وإعادة تقييم مؤسسة الزواج بشكلها التقليدي التي أصبحت محل مساءلة كبيرة، ونعتقد أن هناك في الجيل الجديد ما يمكن تسميته بال«ارتباك ذكوري» بين تصورات وأفكار سابقة، وأحلام وطموحات معاصرة عن العلاقة الناجحة.

دراما المراهقين

تشاركنا بسنت غنيمس مؤلفة مسلسل «بولارويد» رؤيتها، وتقول: أحب دراما المراهقين، وبالطبع كانت هذه المرحلة مؤثرة في حياتي وصعبة، لذا أحببت أن أحكي في «بولارويد» عن حكايات مجموعة من البنات يتشاركون الفصل المدرسي بمرحلة المراهقة، لأحكي عن نفسي وعن فصلي، جيلنا وهذا الجيل، ولخلق حالة من الونس بالحديث عن كل الأشياء التي لا نتكلم فيها علناً وكل الأشياء التي لا نعطيها اهتماماً كافياً رغم أن تبعاتها قد تغير شخصياتنا للأبد، حلقات بولارويد منفصلة متصلة، ويروي قصة مجموعة من الزميلات في مدرسة ثانوية مخصصة للفتيات يستخدمن تطبيقاً يقوم على تحدي إحداهن للأخرى بشكل مجهول.

في كل حلقة نقترب من إحدى بنات هذا الفصل ونعرف عنها وعن حياتها وصراعاتها، أعتقد أن هذه المساحة وهذا القرب هو أكثر ما يميز هذا المشروع، تُترك مساحة في كل حلقة للبنات ليكن على طبيعتهن بلا قناع وبلا حرج، ومساحة أخرى لنا كمشاهدين لنرى ونفهم حقيقتهن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/v89rx9wh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"