«القمة الثقافية».. عالمية الدولة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

تأتي الدورة السادسة للقمة الثقافية في أبوظبي هذا العام تحت شعار «مسألة وقت»، والوقت، هنا، في تجلّياته المعنوية والمادية هو وقت ثقافي، وقت حوار ثقافي وحوار حضاري ولغوي وفكري لم ينقطع أبداً عن الأسئلة الفلسفية والمعرفية والوجودية التي شغلت الكثير من المفكرين والمثقفين العمقيين في العالم. والوقت أيضاً حين تأمّلِهِ من هذه الزوايا الثقافية والفكرية، هو مسألة الحاضر، ومسألة المستقبل المبني بالضرورة على معطيات الماضي. في ضوء هذه التعريفات السريعة والمكثّفة نقرأ الظاهرة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة، الظاهرة القائمة في مرجعياتها على أزمان ثلاثة: الماضي، والحاضر والمستقبل من حيث المعنى التاريخي للزمن، وفي الوقت نفسه لا يغيب عن هذه المعادلة زمن التراث، والحداثة، والمعاصرة، كما لا تغيب مفاهيم وأفكار حيوية مثل الحوار، والآخر.

«القمة الثقافية» في هذه الدورة، وفي الدورات السابقة، تقوم على بنى عديدة تشكّل معاً صورة الثقافة في الإمارات بدءاً بالأدب، مروراً بالفنون، وإلى متواليات التراث والعلوم والآثار والفكر والبحث والترجمة والكتابة بكل أشكالها الإبداعية الكلاسيكية، والحداثية، والمتصلة بإبداعيات العالم المعاصرة.

«القمة الثقافية» برموزها الفاعلة والمؤثرة في الأدب والثقافة والفنون الملتقية هنا في الإمارات، هي نتاج تاريخ ثقافي ونتاج عمل مؤسسات وطنية، كما هي حصيلة رؤية دولة ترى في الثقافة قطاعاً مركزياً له مؤسساته المتخصصة المهنية والإدارية بعناصر مؤهلة بالثقافة والخبرة والإحاطة العملية بقطاعات الثقافة الفاعلة في العالم.

في «الوقت الثقافي الحاضر» تبوّأت الإمارات المواقع الأولى إقليمياً، ودولياً على مستوى العمل الثقافي المؤسسي بشكل خاص منذ ظهور مؤسسات وإدارات الثقافة في أوائل ثمانينات القرن العشرين التي شكّلت «هذه المؤسسات» قواعد ومنصات فعلية عملية لثقافة المسرح، والفنون التشكيلية، والكتابة، والإبداع الأدبي والفني – بتنوّعاته المختلفة والمتجدّدة، عبر أكثر من خمسة عقود.

القمة الثقافية تعني ثقافات وأفكار وخبرات العالم متلاقية ومتحاورة في الإمارات نحو صياغة خطاب عالمي إنساني، جمالي، بالدرجة الأولى هو ذاته الخطاب المؤسَّس، ماضياً وحاضراً، في دولة تراث ودولة حداثة تتوجّه بانفتاح حضاري إلى المستقبل بوصفه زمناً مادياً يومياً، وبوصفه زمناً ثقافياً هو العمر الحقيقي للمكان والإنسان.

الوقت الثقافي، اليوم، في الإمارات هو صورة دولة تتكثّف في كينونتها صورة العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mtcf2ndc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"