عادي

في الأول من رمضان.. غزة تحت وطأة النيران والقصف والجوع

15:56 مساء
قراءة 4 دقائق
في الأول من رمضان.. غزة تحت وطأة النيران والقصف والجوع
«الخليج» - وكالات
لم يهدأ القتال ولا القصف المدفعي والغارات الجوية حتى في وقت السحور مع حلول شهر رمضان، الاثنين، في قطاع غزة المهدّد بالمجاعة، واستمرت أعداد القتلى بالارتفاع مع وصول العشرات منهم إلى المستشفيات، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
ورغم تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، ما زالت إسرائيل تتمسك بخطتها لاجتياح مدينة رفح الجنوبية حيث يتكدّس 1,5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وقال عوني الكيال، 50 عاماً، النازح في رفح لوكالة فرانس برس: «بدأ رمضان حزيناً ومتشحاً بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف»، وأضاف: «سمعت صوت المسحراتي وهو شاب متطوّع يجول بين الخيم، واستيقظت في خيمتي البسيطة وصرت أبكي على حالنا».
ويضيف: «فجأة سمعت دوي القصف، ضربوا بيتاً بحي الجنينة، ورأيت سيارات الإسعاف تنقل شهداء وجرحى».
وقالت وزارة الصحة في القطاع، إن غارة استهدفت وقت السحور منزل عائلة بركات في حي الجنبية برفح وخلّفت أربعة قتلى بينهم ثلاث نساء وعدد من الجرحى.
وأضاف الكيال: «الإسرائيليون لا يريدون لنا أي فرحة برمضان، لا نملك أي طعام للفطور، زوجتي قدّمت للأولاد بعض الجبن والفول من المساعدات التي تصلنا وهي قليلة، وخبزاً قديماً، لم نجد حتى الشاي لنعدّه لهم».
وصباح اليوم السابع والخمسين بعد المئة للحرب، أفادت وزارة الصحة في القطاع بوقوع 67 قتيلاً و106 جرحى سقطوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقالت الوزارة إن العديد من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرق، واتهمت الجيش الإسرائيلي بمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول اليهم.
وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس، إن الجيش الإسرائيلي «شنّ أكثر من 40 غارة جوية» ليلاً، طالت مناطق في خان يونس (في جنوب القطاع) وحي الزيتون وتل الهوى بمدينة غزة، واستهدف القصف المدفعي المكثف مناطق في شرق رفح في أقصى الجنوب على الحدود مع مصر.
وقال الجيش من جانبه، إن قواته تخوض «في وسط قطاع غزة مواجهات قريبة وتستعين بالقنّاصة وبالضربات الجوية». وأضاف: «نفّذت القوات مداهمات، مستهدفة عدداً من المساكن المستخدمة في أنشطة إرهابية»، مشيراً إلى «اعتقالات والعثور على أسلحة وذخائر».
وارتفعت حصيلة الحرب منذ خمسة أشهر في قطاع غزة، وفق أرقام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، إلى 31112 قتيلاً و72760 جريحاً «72% منهم من الأطفال والنساء».
وشكّك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية نشرت الأحد، في حصيلة القتلى المدنيين في غزة، وقال إن العدد «ليس 30 ألفاً ولا حتى 20 ألفاً وهو أقلّ من ذلك بكثير»، قائلاً إن الجيش قتل «ما لا يقلّ عن 13 ألف» مقاتل.
وتؤكد وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من سبعين في المئة من القتلى هم من النساء والأطفال.
وأعلنت الهيئة العامة للمعابر والحدود في قطاع غزة الإفراج عن «56 أسيراً» كان الجيش الإسرائيلي اعتقلهم في مناطق مختلفة من قطاع غزة «خلال الأسابيع الماضية، وتظهر عليهم آثار تعذيب».
  • منفتحة على التفاوض
وبعد فشل مفاوضات التهدئة، اتهمت إسرائيل حماس «بالتشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل إلى اتفاق والسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان».
في المقابل، حمّل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إسرائيل مسؤولية الفشل في كلمة ألقاها بمناسبة حلول رمضان، وقال: «أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً، وبضمانات دولية إذا تسلّمنا من الإخوة الوسطاء موقفاً واضحاً من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لاستكمال حلقات الاتفاق، وأن نبدي مرونة في قضية التبادل».
وقال مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، إنه «سيتمّ تسريع الجهود الدبلوماسية في الأيام العشرة المقبلة»، بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.
وتعهّدت إسرائيل بـ«القضاء» على حماس بعد هجوم الحركة غير المسبوق في 7 من تشرين الأول/ أكتوبر الذي أوقع أكثر من 1160 قتيلاً، وفق أرقام رسمية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن 249 من جنوده قتلوا في غزة منذ بدء العمليات البرية في 27 تشرين الأول/ أكتوبر.
  • لا شيء على الفطور
وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمّر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس أن عدد الذين توفوا نتيجة «سوء التغذية والجفاف» ارتفع إلى 25.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، الاثنين: «إن عشرات الأطفال يتوفون أسبوعياً بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات».
وقال جمال الخطيب في رفح: «لا يوجد أصلاً طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في خيام النازحين المنكوبين».
وقال أحمد خميس (40 عاماً): «رمضان حزين جداً هذا العام، لا طعم له. حرب قذرة ودموية، حرب إبادة، ولا طعام ولا شراب».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yz4upfx7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"