عادي
العلاقات الدولية في الإسلام

الروابط بعد الرسالة

23:18 مساء
قراءة دقيقتين
1
د. سالم مخلوف النقبي

د. سالم مخلوف النقبي

بمجيء رسالة الإسلام، توحد العرب في دولة إسلامية عربية، أصبح لها مكانتها ونفوذها في العالم المعروف آنذاك، وامتدت رقعتها، فزاد احتكاكها بالأقوام والدول القائمة آنذاك، مثل الفرس والروم. وكان لابد من الاهتمام بالوسائل الكفيلة بالاتصال والمفاوضات وعقد المعاهدات لإدارة وتنفيذ السياسة الخارجية للدولة الجديدة.

وإذا كانت العلاقات أيام الجاهلية ركّزت على تنظيم التجارة وحل المشاكل القبلية البدائية، فإن قيام الدولة الإسلامية خلق اهتمامات جديدة، سياسية واجتماعية ودينية، وغيرها. لقد ظهر الإسلام في القرن السابع للميلاد، وبزغت شمسه على المسرح السياسي العالمي وقامت دولته منذ نشأتها بدور أساسي له شأنه في العلاقات الدولية. والمُشاهد أن المسلمين استمروا في علاقاتهم مع الدول غير الإسلامية، في ممارسة أنماط من العلاقات والسياسات، سواء أكان ذلك في عهد الخلفاء الراشدين أم الأمويين أم العباسيين.

ولعل أهم ما تميزت به العلاقات العربية الإسلامية، هو تقليدها للمبادئ الخُلُقِية والإنسانية التي جاء بها الدين الإسلامي، من رفض الفصل بين الأخلاق والسياسة في التعامل الدولي، فلم يَعرف الازدواجية، إذ لا عذر للمسلم أمام خالقه في سلوكه الفردي، أو سلوكه العام، إذا ما تعارض هذا السلوك مع تعاليم الدين، وقد نادى الإسلام بالعالمية والمساواة بين الشعوب والأفراد، كدين ودولة.

وبظهور الإسلام، خرجت هذه العلاقات من إطارها الضيّق، إلى آفاق متعددة، دينية وثقافية وسياسية واجتماعية، فمن الأسباب الدينية؛ أن بعث الرسول عليه الصلاة والسلام الرسل والسفراء إلى البلدان الأخرى، وعلى سبيل المثال: أرسل إلى النجاشي ملك الحبشة، وكسرى ملك فارس، وهرقل إمبراطور الروم، والمقوقس ملك مصر، وهكذا سارت العلاقات الدولية بشتى أنواعها، واضحة المنهج، ذات علاقة واضحة المعالم تنشر الإسلام والسلام في العالم.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s39v93d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"