تحويل الكربون إلى هيدروجين

21:56 مساء
قراءة 3 دقائق

علي حسن*

تهدف الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين في دولة الإمارات إلى أن تصبح أكبر منتج عالمي للهيدروجين منخفض الكربون بحلول العام 2031.

ويعد توفير تمويل المشاريع والتمويل لدعم المطورين في جميع مجالات سلسلة توريد الهيدروجين منخفض الكربون أولوية رئيسية، بما في ذلك إنشاء صندوق ابتكار الهيدروجين كأولوية مع تمويل مخصص للبحث والابتكار.

ومع التطور المستمر لعلوم البيئة وتزايد الاهتمام بقضايا تغير المناخ، أصبحت تكنولوجيا تحويل الكربون إلى هيدروجين واحدة من الحلول المبتكرة التي تسعى إلى تحقيق أهداف الاستدامة وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة.

هذه التكنولوجيا تشهد تزايداً في الاهتمام والاستثمارات، ويعتبرها البعض فرصة استثمارية واعدة تثير اهتمام العديد من الشركات والمستثمرين في جميع أنحاء العالم. وتفيد التقديرات العالمية للوكالة الدولية للطاقة بتحقيق مستوى قياسي في الاستثمارات في الطاقة المتجددة، حيث بلغت 1.7 تريليون دولار في عام 2022، مقارنةً ب 530 مليار دولار في عام 2021.

وسيأتي جزء كبير من هذه الاستثمارات من القطاع الخاص، فمن المعروف أن الهيدروجين يُعتبر واحداً من وسائل التخزين ونقل الطاقة النظيفة التي تساهم في تحقيق أهداف التخفيف من تغير المناخ، إذا تم إنتاج الهيدروجين باستخدام تكنولوجيا تحويل الكربون، يمكن تحقيق انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتحقيق استدامة أفضل، وتحويل الكربون إلى هيدروجين هو عملية تستخدم لإنتاج الهيدروجين النظيف باستخدام الكربون الناتج عن انبعاثات الصناعات ومحطات توليد الكهرباء، تتطلب هذا العملية تقنيات متقدمة لالتقاط وتخزين انبعاثات الكربون وتحويلها إلى وقود هيدروجين يمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من التطبيقات بما في ذلك مجالات النقل والصناعة وتوليد الكهرباء.

هذا النهج يساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويعزز الاستدامة البيئية خاصة أن الإمارات تهدف إلى إنتاج 1.4 مليون طن متري من الهيروجين سنوياً في عام 2031 وصولا إلى 15 مليون طن عام 2050 حيث سيساهم ذلك في خفض الانبعاثات بنسبة 25% خلال العام 2031 وبنسبة 100% العام 2050.

إن الفرص الاستثمارية في هذا المجال تكمن في الزيادة المستمرة للطلب على الهيدروجين النظيف، والتحول نحو اقتصاد منخفض الكربون، حيث تستثمر العديد من الشركات والحكومات في تطوير تلك التكنولوجيا وبناء مشاريع تحويل الكربون إلى هيدروجين.

وإلى جانب الاستفادة البيئية، يمكن أن يكون لهذه الاستثمارات تأثير اقتصادي إيجابي من خلال خلق فرص عمل وزيادة الإنتاجية حيث إن دولة الإمارات قد حددت مساهمات بما يقارب 36 مليار دولار كاستثمارات من العام 2023 حتى 2030 لتحقيق أهداف المناخ.

وإن تحويل الكربون إلى هيدروجين هو تكنولوجيا مبتكرة تجمع بين مفهوم الاستدامة والربحية وإن الاقتصاد والبيئة يمكن أن يتعايشا بشكل جيد، إذا أصبح بإمكاننا تحويل الكربون المنبعث من الصناعات المختلفة إلى هيدروجين نظيف ومستدام بفضل التكنولوجيا المتطورة، مما يخفض اعتمادنا على الوقود الأحفوري ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير.

على الرغم من أن هناك تحديات تقنية واقتصادية تواجه صناعة تحويل الكربون إلى هيدروجين، إلا أن الفرص الاستثمارية والمزايا البيئية تجعلها خياراً واعداً للمستثمرين والمجتمع الدولي. يجب تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات والمؤسسات البحثية لتطوير هذه التكنولوجيا وتوسيع استخدامها للحد من تأثير تغير المناخ.

باختصار، تحويل الكربون إلى هيدروجين يعتبر فرصة استثمارية واعدة تسهم في تحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات الضارة، يجب أن تستمر الجهود في دعم هذا المجال وتشجيع الابتكار من أجل مستقبل أكثر نظافة وازدهاراً اقتصادياً.

* الرئيس التنفيذي لشركة «إيفست»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

الرئيس التنفيذي لشركة «إيفست»

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"