عادي
الذكاء الاجتماعي

السلام عليكم

00:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
سالم بن ارحمه الشويهي

د. سالم بن ارحمه
السلام تحية الإسلام، وهو ليس مجرد شعار فحسب، وإنما هو قيمة إنسانية راقية، حرص ديننا الحنيف على ترسيخها، فحثنا على إلقاء السلام على من عرفنا ومن لم نعرف. وفي الحديث أن رجلاً سأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف».

ولقد جعل الإسلام شعار السلام وإلقاءه على الناس علامة الإيمان البارزة، وحث على مبادلة التحية بأحسن منها أو ردها على أقل تقدير، قال الله تعالى: «وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها»، وأكمل هذه التحية قول «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته»، وأقلّها قول «السلام عليكم» وليس «السلام عليك» ليشمل الشخص ومَلَكَيه كما قال تعالى: «عن اليمين وعن الشمال قعيد».

ورد السلام واجب كما في الآية، ولأن ترك الجواب إهانة، والإهانة ضرر والضرر حرام. قال ابن عباس رضي الله عنه: «الرد واجب، وما من رجلٍ يمرّ على قومٍ مسلمين، فيسلم عليهم ولا يردّون عليه، إلا نزع عنهم روح القدس، وردّت عليه الملائكة». أي: نزع التأييد والتوفيق والبركة، وروح القدس: جبريل عليه السلام.

كما أن السلام تحية الصلاة، كما في الحديث: «تحريمها التكبير، وتحليلها السلام».

وكلها إيحاءات رائعة تشدّ انتباهنا إلى عظمة هذه التحية التي كتبت ركناً مهمّاً للصلاة. ولذا جعل الإسلام للسلام أسساً، تندرج جميعها تحت مظلة الرقى الإنساني، بأن يسلّم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والراجل على الجالس، والواحد على الجماعة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يسلّم الرّاكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير»، وفي رواية: «والصغيرُ على الكبير».

وجعل الإسلام إلقاء السلام من حق المسلم على أخيه. قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: «حق المسلم على المسلم ست: -وذكر في أولها- إذا لقيته فسلم عليه..»، وما ذاك إلا لحرص الإسلام على العلاقات الإنسانية السوية، بل أبعد من هذا، فقد حذر الإسلام تحذيراً كبيراً من الإعراض والتجاهل عن إلقاء السلام أو رده، فقال نبينا صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ: يلتقيان، فيعرض هذا، ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام»، ومن ثمرات إفشاء السلام؛ سلامة الصدر من الشحناء، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «أفشوا السلام؛ تسلموا».

وهو من موجبات دخول الجنة فلا يدخل الجنة «إلا من أتى الله بقلب سليم»، فالسلام يزيل العداوة وينهي الخصومة ويسل سخيمة الصدور، قال النبي، صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم»، فالسلام: أدفع للضغينة بغير مؤنة، واكتساب أخوة بأهون عطية.

ولذا قال عمر رضي الله عنه: «إن مما يُصَفِّي لك ودَّ أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وأن تدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن توسع له في المجلس».

وقال الإمام سفيان الثوري: «إني لألقى الرَّجُلَ أُبغِضُه؛ فيقول لي: كيفَ أصبحتَ، فيلينُ له قلبي»، فإذاً كان من زيادة الألفة قول صباح الخير ومساء الخير، كما قال الشاعر:

كيف أصبحتَ كيف أمسيتَ

مما يغرس الود في فؤاد الكريم

فكيف بالسلام والذي له أثر كبير في نشر المحبة والوئام بين الناس؟ قال رجل لأبي الدرداء رضي الله عنه: فلان يقرئك السلام.

فقال أبو الدرداء:

«هدية حسنة؛ ومحمل خفيف»، فالمشروع حمل السلام وتبليغه، فقد حمل رسول الله لخديجة ولعائشة ولعدد من صحابته السلام من جبريل عليه السلام.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yfjdrnxc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"