عادي
أسرتي وطني

كرمستجي.. نموذج إماراتي للإبداع بدرجة امتياز

22:44 مساء
قراءة 4 دقائق
1

دبي: محمد إبراهيم

سعى الوالدان في أسرة سعيد كرمستجي منذ بداية المسيرة إلى تربية أبنائهما على القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة، وغرسا في نفوسهم حب التميز والابداع، لترفد القطاع الصحي بطبيبين، أحدهما في طب الأسنان والثانية في الطب العام، والثالثة والرابعة مازالتا في رحلة التعليم قبل الجامعي.

في لقاء مع الأسرة التي تتكون من الوالدين وأربعة أبناء، هم شهاب وفاطمة وريان ولميان، اثنان يدرسان الطب وآخران في التعليم الثانوي، أكد الوالد سعيد محمد ولي عبد الله كرمستجي الذي كان يعمل موظفاً في شركة أدنوك، أن الأسر أهم عناصر المنظومة المجتمعية، لدورها الأساسي في بناء الأبناء الذين يسهمون بفاعلية في النهوض بالمجتمع وتطويره، حيث تمتلك العديد من القيم والمبادئ التي تسهم في تنمية الشباب وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل بثقة وإيجابية.

وقال إن لديه أربعة أبناء بدرجة امتياز، وكان التركيز والمتابعة اليومية من نصيب أصغرهم، لوضعهم على المسار الصحيح وتعليمهم الاعتماد على النفس، أما الأكبر سناً، فدورنا يتمحور في نصحهم وإرشادهم متى تطلّب ذلك، فأحياناً قد لا يكون لدى الآباء الأسلوب الأمثل أو الدراية الكافية في تدريس أبنائهم في المنزل بعد المراحل الابتدائية والمتوسطة، نظراً لتجدد التعليم والمناهج.

وأفاد بأن أسرته تميزت بعدة سمات وقيم جعلتها قادرة على بناء قدرات الأبناء على التميز والإبداع، أبرزها القيادة الحكيمة التي تستند إلى التوجيه والإرشاد المستدام في مختلف مراحل الأبناء الحياتية، بطريقة تشجعهم على تحقيق أهدافهم وتطوير مهاراتهم.

  • تحفيز ودعم

قال الوالد سعيد محمد إن التحفيز والدعم كانا أحد أبرز مرتكزات تربية الأبناء، لتحقيق أحلامهم وأهدافهم في المجالات كافة أكاديمياً واجتماعياً وشخصياً، مؤكدا أهمية تشجيع الأبناء على الابتكار والإبداع، وتوفير الفرص المناسبة لتطوير قدراتهم وتحقيق إنجازات جديدة في مختلف المجالات، فضلاً عن المهمة الأكبر التي تكمن في المسؤولية الاجتماعية، والعمل الدؤوب على تنمية وعي الأبناء بأهمية خدمة المجتمع والمساهمة في تطويره والنهوض به.

وفي رده عن سؤال عن «القدوة.. آباء وأبناء»، أفاد بأن الطفل منذ ولادته يعتبر والديه القدوة الأولى له، فالقدوة الصالحة من أهم الوسائل الفعالة في التربية الاخلاقية والدينية، إذ يبحث الابناء دائمًا عن قدوة يتمثلون بها في الأخلاق والصفات، موضحاً أن الأسرة توفر كل أسباب الطمأنينة والثبات والاتزان الانفعالي والعاطفي والعقلي للأبناء، فضلاً عن تربية الضمير الحي والتربية الروحية السوية التي تساهم في بناء شخصية متوازنة.

  • دور أساسي

وأكد أن الوالدين يؤديان دوراً أساسياً في جميع مراحل تربية وتعليم الأبناء، إذ يسهم الآباء في بناء شخصية الأبناء وفق 4 مرتكزات أساسية يجب الاهتمام بها ومن ثم التوكل على الله في صلاحهم، إذ يحاكي المرتكز الأول ترسيخ القيم والمبادئ الدينية والإنسانية الصحيحة لدى الأبناء لمساعدتهم في اختيار المسار الصحيح في حياتهم ومساعدتهم في التميز واتباع المفيد، والابتعاد عما لا ينفع.

وركزنا في تربية أبنائنا على إرشادهم لممارسة الرياضة واختيار الرياضة المناسبة لتفريغ طاقاتهم، فالرياضة لا تساعد فقط في بناء الجسم لكنها تنشط العقل وتعلم الصبر والمصابرة للوصول للنجاح، فعند بلوغ الأبناء العمر المناسب نشجعهم على ممارسة مختلف أنواع الرياضة، مثل ركوب الدراجة والسباحة والتزلج وركوب الخيل وغيرها، وعلى الابن اختيار ما يروق له.

  • لغة الحوار

وأضاف: «لغة الحوار والمناقشة الجادة الإيجابية ساعدت أبناءنا على اختيار الأصدقاء المناسبين من أعمارهم، فكل جيل يحب التواصل مع من هم في عمره، وقد يتعلمون فيما بينهم عن طريق التواصل الاجتماعي أكثر مما يتعلمونه من الآباء».

وقال إن ترسيخ حب القراءة والمطالعة أبرز مرتكزات تربية أبنائنا في جميع مراحلهم العمرية، من خلال الذهاب بانتظام إلى معارض الكتب والمكتبات ومساعدتهم في اختيار الكتب المناسبة وباللغات التي يجيدونها لتنمية الكلمات والأفكار لديهم.

وفي وقفته مع دورهما في تعليم أبنائهما في مختلف المراحل، قال إن دور الآباء في التعليم يتمثل في اختيار المدرسة المناسبة لأبنائهم، ومساعدتهم في فهم عميق لواجباتهم في المراحل الدراسية المبكرة، مع التركيز على تعليمهم كيفية الاعتماد على النفس، فإذا وفقنا الله في ذلك، فقد وضعنا القطار على القضيبين، وما علينا إلا إرشادهم من وقت لآخر في المراحل اللاحقة.

وأكد أهمية متابعتهم والتعاون مع مدارسهم للنهوض بمستواهم العلمي، وجعل معدلاتهم المؤشر الذي نقيس من خلاله تقدمهم الدراسي، والتعرف على مواطن الضعف لديهم، والتركيز عليها في البيت لتقويتهم ومعالجة الخلل، قبل أن تتحول المواد التي يعاني منها الابن إلى مواد غير جاذبة.

  • الابن الأكبر

في حديث الأبناء، أكد طبيب الأسنان شهاب سعيد ولي، الإبن الأكبر في أسرة كرمستجي ل«الخليج»، أن الأسرة تشكل أساس المجتمع، إذ يؤدي الوالدان دوراً أساسياً في تميز أبنائهما في مراحل التعليم المختلفة، ويجب أن يكون لهما دور كبير في تعليم الأسس الأخلاقية والدينية الصحيحة. الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى والأهم، ومنها يستمد الطفل صفاته وطباعه وأخلاقه. لذلك، يجب أن يكون للأسرة دور فعّال في توجيه أبنائها نحو التميز في مسارات تعليمهم المختلفة.

ويرى أن الأسرة الإماراتية تتمتع بسمات وقيم متميزة، إذ تشكل نماذج ملهمة لبناء أجيال التميز والإبداع، وتعتبر محركاً رئيسياً في تحقيق التنمية وبناء مجتمع متقدم يعتمد على العلم والتكنولوجيا والابتكار في جميع المجالات.

وقال: أنا كطبيب أسنان، تكمن مقومات التميز لدي في الاهتمام بالتفاصيل والمهارة في التشخيص والعلاج، حيث تميزك علميًا عن الآخرين، كما أن القدرة على التواصل بفعالية مع المرضى وشرح العلاجات، بشكل واضح تلعب دورًا مهمًا في تقديم الرعاية الصحية عالية الجودة، فضلاً عن تحديث المعرفة والاطلاع على المستجدات باستمرار، وتنمية المهارات التي تعد ضرورة ملحة، ومتابعة أحدث التطورات في مجال طب الأسنان أيضًا يعتبر جزءًا أساسيًا من التميز العلمي في المجال الطبي.

  • عظيم الأثر

وأضاف أنه كان للأسرة عظيم الأثر في رحلة تميزه العلمي، حيث قدموا الرعاية والدعم والتشجيع باستمرارية لا تضاهى، وخلقوا بيئة تعليمية إيجابية في المنزل، بالتوجيه بطرق متعددة لتمكيني من اختيار المجال العلمي الذي يناسب ميولي ومهاراتي.

وأفاد بأنه حالياً طالب في فصله الدراسي الأخير في كلية طب الأسنان في جامعة عجمان، حيث يدرس تخصصه بجدية، ويعمل ويتدرب بإخلاص ساعات عديدة في العيادات المتوفرة من قبل الجامعة، وبفضل الجهد والاستمرارية في طلب العلم، حقق نتائج إيجابية في دراسته، وتقدم بنجاح نحو تحقيق أهدافه العلمية والعملية، ولديه شقيقته التي تدرس الطب العام في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، وشقيقتان في مرحلة التعليم الثانوي تتلقيان دروسهما بامتياز في مدرسة الاتحاد.

الصورة
1
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2j5sf9jk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"