جهود دولة الإمارات في الحفاظ على تراثها الثقافي غير المادي وصونه وتسجيله تعكس التزامها الراسخ بالمحافظة على هوية وتاريخ الوطن الغني بالكثير، والذي تجسد في مئات المشاريع المتخصصة في هذا المجال، الأمر الذي أكسبها وعن جدارة إشادة مستحقة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، خلال حفل خاص نظمه الوفد الدائم للدولة لدى المنظمة، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم في الإمارات، تحت عنوان «رحلة التراث الثقافي غير المادي لدولة الإمارات العربية المتحدة».
القيادة الرشيدة أكدت التزامها بالحفاظ على تراثها الثقافي وترويجه، وسعت جاهدةً لنقل تراث الإمارات الغني إلى الأجيال القادمة، وتجسّد هذا الدعم بوجود العديد من المتاحف والمواقع التاريخية التي تعكس تاريخها وثقافتها، كما يتم استضافة والمشاركة في مهرجانات وفعاليات ثقافية تعكس التراث والتقاليد الراسخة، وسعت الإمارات إلى جمع وتوثيق التراث الشفهي والمكتوب، من خلال مشاريع توثيقية تستهدف الحفاظ على القصص والأدب الشعبي، وعملت على الحفاظ على المعالم الطبيعية والتاريخية المهمة، مثل الأودية والمحميات الطبيعية والمواقع الأثرية، من خلال إطلاق مشاريع الحفاظ والترميم، وشجعت الأنشطة التي تعزز التراث الحي، مثل الأسواق التقليدية وورش العمل التقليدية والأنشطة الحرفية التي تحافظ على التقاليد الشعبية.
هذه الإشادة نتيجة مستحقة؛ كون دولة الإمارات تُشجع مشاريع ثقافية وتراثية تُسهم في تعزيز الوعي وترويج الثقافة الإماراتية في الداخل والخارج، كما أن لها يداً طولى في دعم التعاون الدولي في المجال، من خلال الحفاظ على الموروث الثقافي لكثير من الدول العربية والأجنبية، الأمر الذي أكسبها تقديراً إضافياً من العالم. جهود الدولة وصلت حد استخدامها التكنولوجيا والابتكار كتقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد والواقع الافتراضي في توثيق المواقع التاريخية.
ما تقدمه قيادة الإمارات في هذا المجال لم يغبْ عن القائمين على المنظمة؛ فقد تطرقت إليه سيمونا ميرلا ميكوليسكو، رئيسة المؤتمر العام لليونسكو، التي قالت: «نعتبر الإمارات شريكاً استراتيجياً لنا في مجال حفظ التراث، تأتي هذه الجهود في سياق الجهود العالمية المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي والتعريف بأهميته كجزء لا يتجزأ من تاريخ الإنسانية وتراثها المشترك»، مشيدة بالروح الرائدة التي تظهرها الإمارات في هذا المجال.. وأكدت أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين الدول والمنظمات الدولية في هذا السياق؛ لتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.
جهود الإمارات مشهودة من قبل العالم وفي كثير من المجالات، إلا أنها برزت في مجال التراث؛ كونها سعت وتسعى على الدوام لتوثيق واستيعاب مخزونها التراثي بهدف حمايته وحفظه، ليكون حاضراً أمام الأجيال القادمة في المستقبل.
