شراكة عربية ــ صينية للمستقبل

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين
2

«العلاقات بين الدول العربية والصين تاريخية، وثمة حرص مشترك على تنميتها وتوسيع آفاقها، وسياسة دولة الإمارات تقوم على تعزيز أطر العمل الدولي بما يحقق المصالح المشتركة، ويلبي تطلعات شعوبنا نحو الرخاء والازدهار»، بهذه الكلمات لخص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، مضمون مشاركته في الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني في بكين الذي افتتحه الرئيس الصيني شي جين بينغ بحضور قادة مصر والبحرين وتونس.

في هذه الدورة ترسخت فكرة الشراكة العربية - الصينية لتأخذ مداها الأوسع نحو آفاق جديدة ترسم للمستقبل ملامح علاقات مميزة في مختلف الميادين، وتبني على العلاقات التاريخية الصينية - العربية من خلال طريق الحرير القديم، طريقاً جديداً يرتقي بالعلاقات إلى مستويات جديدة من خلال مبادرة «طريق واحد.. حزام واحد» التي انطلقت عام 2013، وبدأت تعطي ثمارها على طريق التنمية في آسيا وإفريقيا.

صاحب السمو رئيس الدولة، وفي كلمته أمام المنتدى، أكد أن دولة الإمارات حريصة على التعاون مع أشقائها العرب بهدف دعم وتعزيز مسيرة التعاون العربي - الصيني بما يخدم تطلعات الجانبين، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يأتي في وقت «يحتاج فيه العالم إلى التكاتف والتضامن لمواجهة التحديات المشتركة»، مؤكداً أن دولة الإمارات «تؤمن بأن تضافر الجهود والتعاون والعمل الدولي المشترك هو السبيل الأفضل للارتقاء بدولنا، وتلبية طموحات شعوبنا، وضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة». وقال: «إن هذا الاجتماع هو تجسيد للعلاقات المتميزة بين الصين والدول العربية، والحرص المشترك على الارتقاء بالتعاون العربي - الصيني نحو آفاق أرحب».

ولم تغب الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة عن ذهن صاحب السمو رئيس الدولة الذي جدد موقف الإمارات منها بالدعوة إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وتوفير الحماية لسكانه وتأمين تدفق المساعدات الإنسانية إليه، إضافة إلى أهمية إيجاد أفق للسلام العادل والشامل في المنطقة استناداً إلى حل الدولتين.

الرئيس الصيني شي جين بينغ بدوره تحدث عن «الإحساس العميق بالألفة» مع الدول العربية، مضيفاً: «إن الصداقة بين الصين والشعب الصيني والدول والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية على طول طريق الحرير القديم»، مؤكداً أن الصين والجانب العربي سيبنيان إطاراً أكثر توازناً للعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تعود بالنفع على الجانبين.

كما حدد الرئيس الصيني موقف بلاده من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومن الوضع المتفجر في المنطقة، حيث قال «لا يمكن للحرب أن تستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن للعدالة أن تظل غائبة للأبد، ولا يمكن إسقاط حل الدولتين بشكل تعسفي». كما أكد أن الصين «تدعم بقوة إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة، وتؤيد مسعى الفلسطينيين لأن يصبحوا دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة». ودعا إلى عقد مؤتمر سلام واسع النطاق، لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين.

في منتدى التعاون العربي - الصيني، تأكد وجود مساحة واسعة من التعاون تؤسس لعلاقات ثنائية مبنية على المصالح المشتركة، وهي كثيرة، وبناء علاقات تكون أساساً للحفاظ على السلام والاستقرار الدوليين، وتسهم في بناء نظام دولي جديد أكثر عدالة ومساواة وإنصافاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zmfty37

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"