التحصين الإلكتروني

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

في عصر التكنولوجيا الحديثة، والهواتف الذكية، والخدمات الإلكترونية، والمعاملات البنكية عن بعد، بات لزاماً على أفراد المجتمع تحصين أنفسهم إلكترونياً، وأخذ المزيد من الحيطة والحذر عند استخدام بريدهم الإلكتروني أو تلقي اتصال هاتفي مجهول المصدر، أصبح وسيلة البعض لرمي شباك نصبهم على من ينصاع لطلباتهم التي غالباً ما تفضي إلى سرقة ما تيسر لهم من أموال من حساب بنكي، في لحظة غفلة.

الاحتيال الإلكتروني على عملاء البنوك أصبح مشكلة متزايدة تؤثر في القطاع المصرفي بجميع أنحاء العالم، مع تنوع أساليبه وازديادها تعقيداً، ما يستدعي اتخاذ إجراءات احترازية لحماية العملاء من هذه الجرائم المالية، خصوصاً مع تعدد قصص الضحايا الذين لم يستمعوا إلى النداءات المتواصلة من الجهات الأمنية والبنكية التي دائماً ما تحذر من إفشاء المعلومات المصرفية أو رقم الحساب البنكي لأي كان.

المحتالون الذين لا يدخرون وسيلة للإيقاع بضحاياهم، باتوا أكثر تنظيماً من ذي قبل، حتى أن بعض الشبكات التي تديرهم تمكنت من التلاعب بأسماء أرقام هواتفها عند الاتصال بضحاياها، حيث ترى رقم هاتف محمول يحمل اسم بنك أو مصرف مركزي، للإيقاع بضحايا لا يعلم أحدهم أنه قد وقع في شباك النصب، سوى عندما تصله رسالة بسحب مبلغ مالي من حسابه بغير علمه، وهي حوادث تكررت كثيراً في الآونة الأخيرة ما دفع بالجهات الأمنية مجدداً لتحذير العملاء من أي طلبات غير مألوفة للمعلومات الشخصية أو البنكية، والتأكد من موثوقية المواقع والتطبيقات التي يتعاملون معها، وعدم إفشاء تفاصيل الحسابات المصرفية لأشخاص أو جهات غير موثوقة، والتحقق دائماً من أي اتصالات مصرفية وتجنب الضغط على الروابط المشبوهة وتحديث بياناتهم من خلال القنوات الرسمية فقط.

وزارة الداخلية بدورها أكدت أن الجرائم الإلكترونية، تتسم بسهولة الوقوع في فخها، حيث إن غياب الرقابة الأمنية يسهم في انتشارها والتسهيل على الجناة، كما أن الضرر الناجم منها غير قابل للقياس فهي تلحق أضراراً كبيرة وجسيمة، ومن الصعوبة الكشف عن مرتكب الجريمة الإلكترونية من دون أساليب أمنية وتقنية عالية ذات كلفة مرتفعة، مؤكدة أن الجاني في الجريمة الإلكترونية يحتاج إلى جهد أقل من الجرائم التقليدية، حيث إنها جريمة غير مقيدة بزمان أو مكان، إذ تتميز بالتباعد الجغرافي وعدم تقيدها بالتوقيت الزمني، كما إنها سهلة في إخفاء آثار الجريمة والأدلة التي تدل على الترميز والتشفير الذي يحدث للرموز المخزنة على وسائط التخزين الممغنطة، ما يستدعي من الجميع تحصين أنفسهم إلكترونياً لتجنب الوقوع في شباك المحتالين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2uccy9mr

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"