عادي

بفوز شينباوم.. هل عزز اليسار مواقعه في أمريكا اللاتينية؟

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق

«الخليج» - وكالات

بفوز كلاوديا شينباوم، أول امرأة تنتخب رئيسة في تاريخ المكسيك، عزز اليسار في أمريكا اللاتينية في منطقة منقسمة تفتقر إلى التكامل الاقتصادي وبذلك، حيث تبقى أكبر دولتين وأكبر اقتصادين في أمريكا اللاتينية، البرازيل والمكسيك، تحت حكمه.

ستتولى شينباوم منصبها في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، لتحل محل مرشدها السياسي الرئيس المنتهية ولايته أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الذي أوصل حركة التجديد الوطني (مورينا) إلى السلطة عام 2018.

ورحب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بحرارة بفوز شينباوم معلناً أنه «يعتزم التوجه إلى المكسيك هذا العام لتعزيز علاقاتنا التجارية».

في مجال العلاقات التجارية، تمضي الدولتان في اتجاهين متعاكسين، الصين بالنسبة للبرازيل، والولايات المتحدة بالنسبة للمكسيك.

وجاء في مذكرة للإدارة العامة للخزانة الفرنسية في فبراير/شباط أن مبيعات البرازيل للصين «أكبر زبون للبلاد، تجاوزت مئة مليار دولار، في رقم قياسي تاريخي في مجال التدفقات الثنائية».

في المقابل، تجاوزت المكسيك الصين كأول شريك تجاري عالمي للولايات المتحدة، والتي تجتذب 80% من صادراتها في إطار اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.

دعت شينباوم بعيد فوزها الأحد، إلى إقامة «علاقة صداقة واحترام متبادل ومساواة» مع الولايات المتحدة.

ويمكن للرئيسة التي تتحدث الانجليزية بطلاقة، أن تقدم صورة أكثر انفتاحاً على العالم من سلفها، بحسب الكاتب والمحلل المكسيكي خورخي زيبيدا باترسون.

وقال إن لوبيز أوبرادور (70 عاماً) «ناشط اجتماعي من خلفية ريفية»، على عكس شينباوم المتحدرة من «الطبقة الوسطى المدنية، ولها اطلاع أكبر على العالم».

تحولت تشيلي وكولومبيا وغواتيمالا وهندوراس إلى اليسار في السنوات الأخيرة، بينما تحكم كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا أنظمة استبدادية تقدم نفسها على أنها اشتراكية مثل بوليفيا.

في إطار هذا المشهد، تصدرت الأرجنتين التي انتخبت في نوفمبر/تشرين الثاني الرئيس الليبرالي والمحافظ خافيير ميلي، كتلة اليمين في أمريكا اللاتينية مع الإكوادور والباراغواي والسلفادور برئاسة نجيب بوكيلة.

تناوب

وعدت شينباوم التي انتخبت تحت شعار «فلنواصل كتابة التاريخ» بمواصلة سياسة لوبيز أوبرادور القائمة على «الفقراء أولاً» و«التقشف الجمهوري».

وتسير المكسيك عكس الاتجاه السائد في أمريكا اللاتينية، حيث كانت التناوب سياسياً هو القاعدة منذ سنوات.

بين 22 عملية انتخابات رئاسية، نظمت في المنطقة منذ 2019، نتجت عن أربع فقط استمرارية سياسية بحسب تحليل أجرته المؤسسة الدولية للديموقراطية والمساعدة الانتخابية، وهي منظمة حكومية دولية لترويج الديموقراطية.

تؤكد مارسيلا ريوس، المديرة الإقليمية لهذه المؤسسة أن «التناوب أصبح الآن هو القاعدة في أمريكا اللاتينية».

وتضيف ريوس التي كانت وزيرة للعدل في عهد الرئيس التشيلي غابرييل بوريتش، أنه في أمريكا اللاتينية يبدو أن ما يطغى هو «البحث عن التغيير بسبب خيبة الأمل إزاء عدم فعالية الحكومات في الوفاء بوعودها».

وأكدت أن «هذا أمر إيجابي لأنه يظهر أن المؤسسات الانتخابية تؤدي دورها».

تحدي ترامب

تواجه أمريكا اللاتينية المنقسمة تحديات تتطلب المزيد من التكامل الإقليمي والتعاون، مثل التغير المناخي وانعدام الأمان والهجرة نحو الولايات المتحدة.

لكن المنطقة لا تستطيع أن تتحدث «بصوت واحد»، بحسب ريوس.

وفي إبريل/نيسان 2023، أطلقت المكسيك مبادرة «تحالف دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ضد التضخم». استجابت نحو عشر دول فقط للدعوة، معظمها من التي يحكمها اليسار.

وقالت ريوس إن العودة المحتملة للجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني «ستشكل تحدياً كبيراً».

وأضافت «أعتقد أن هذا سيغير شكل التحالفات مجدداً»، قائلة «يجب أن تكون أمريكا اللاتينية مستعدة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3k2b5fjn

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"