عادي

في أمريكا اللاتينية.. رئيس من أصول فلسطينية صديق لإسرائيل وأخرى يهودية تدعم غزة

20:59 مساء
قراءة 4 دقائق
في أمريكا اللاتينية.. رئيس من أصول فلسطينية صديق لإسرائيل وأخرى يهودية تدعم غزة
(وكالات)
أدى رئيس السلفادور نجيب بوكيلة، فلسطيني الأصل، السبت الماضي، اليمين الدستورية لولاية ثانية مدتها خمس سنوات، وبعد يومين فازت مرشحة حزب «مورينا» الحاكم في المكسيك، كلوديا شينباوم، يهودية الديانة في الانتخابات الرئاسية للبلاد، وهما من دولتين في أمريكا اللاتينية.
لكن المفارقة العجيبة، أن كلا الرئيسين لهما مواقف متناقضة نوعاً ما؛ إذ إن بوكيلة ذا الأصول الفلسطينية زار إسرائيل وله علاقات جيدة معها، بينما رئيسة المكسيك ذات الديانة اليهودية لها مواقف إيجابية من القضية الفلسطينية.

بوكيلة يزور إسرائيل

وينحدر رئيس السلفادور نجيب بوكيلة من أصول فلسطينية، لكنه يحتفظ بعلاقة مع إسرائيل، وزار عام 2019 حائط البراق (المبكى وفق التسمية الإسرائيلية) ومتحف الهولوكوست بالقدس، والتقى مسؤولين إسرائيليين.
وانتمى نجيب للحزب اليساري عام 2011، وأصبح عام 2012 رئيس بلدية «كوستلان» بدعم من والده، ثم ترأس بلدية «سان سلفادور» بين عامي 2015 و2018 وحقّق سمعة جيدة أثناء تقلده المنصب.
وفي عام 2017، طُرد من الجبهة اليسارية بسبب «انتهاك مبادئ الحزب وقوانينه الداخلية»، في حين صرّح بأن الطرد كان بسبب اتهامه من بعض أفراد الحزب بالفساد.
وأسس لاحقاً حركة «أفكار جديدة»، وتمكّن من القيام «بلعبة سياسية»، كما وصفتها بعض الصحف، باتفاقه مع حزب «التحالف الكبير من أجل الوحدة الوطنية»، وهو من اليمين الوسط، الذي مهد له الوصول لرئاسة السلفادور.
بوكيلة زار إسرائيل، بما في ذلك القدس وحائط البراق ومتحف الهولوكوست، والتقى مسؤولين إسرائيليين بالقدس، بدعوة من المؤتمر الأمريكي اليهودي، الذي وجّه له رسالة تهنئة بعد فوزه بالرئاسة، وتسببت الزيارة في استفزاز مشاعر الجالية الفلسطينية في السلفادور وللفلسطينيين عامة.
أما بعد فوزه في انتخابات 2019 فقد انقسمت آراء الجالية الفلسطينية في السلفادور بين مؤيد لتهنئته والتواصل معه متأملين أن يستذكر أصوله ويراجع مواقفه، وبين متخوّف من أن يقوده «طموحه السياسي» لإرضاء الحليف الأمريكي، وافتتاح سفارة السلفادور في القدس؛ إذ يقول بعضهم، إن تلك الزيارة قصّرت طريقه للوصول للرئاسة.

مواقف إيجابية

فازت كلوديا شينباوم، في الانتخابات الرئاسية للمكسيك، وكانت كلوديا شينباوم شغلت منصب الرئيسة السابقة لبلدية العاصمة مكسيكو، وتتبنى نهجاً يسارياً يعد امتداداً لسياسة الرئيس السابق أندريس مانويل أوبرادور.
ولكلوديا شينباوم مواقف عدة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أو في هجوم مماثل في عام 2009.
وفي 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أي بعد يومين من بدء الحرب، دانت كلوديا شينباوم «الهجمات على المدنيين خلال الصراع في قطاع غزة». ونقلت قناة «تيليداريو» المكسيكية عنها قولها: «يجب أن ندين أي شكل من أشكال العنف، لا سيما مهاجمة المدنيين الأبرياء»، مشيرة إلى «ضرورة الاعتراف بحل الدولتين والبحث عن طريقة فورية لتهدئة هذه المنطقة من العالم». وحثت الأمم المتحدة على «العمل من أجل ترسيم الحدود بين الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) من خلال المعاهدات الدولية».
والتزمت كلوديا شينباوم الصمت حين اتهم لوبيز أوبرادور إسرائيل علناً بارتكاب «إبادة جماعية» مستمرة في غزة، وسعى إلى تعزيز الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. مع ذلك، فقد كان لكلوديا شينباوم موقف واضح في عام 2009، خلال الهجوم الإسرائيلي على القطاع بين 27 ديسمبر/كانون الأول 2008 و18 يناير/كانون الثاني 2009، وكتبت في صحيفة محلية: «أدين القصف الإسرائيلي على غزة. لا شيء يبرر قتل المدنيين الفلسطينيين.. لا شيء يمكن أن يبرر قتل طفل».

غير متحمسين

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية العامة «كان»، الاثنين، أن اليهود في المكسيك غير متحمسين للرئيسة الجديدة التي تحمل الديانة اليهودية. ووفق الهيئة فإن شينباوم لا تخفي هويتها الدينية لكنها في الوقت نفسه لا تسلط الضوء عليها أيضاً، وفي الجالية اليهودية يقولون: «ليس لها أي صلة بنا».
وقالت إن شينباوم انتخبت رئيسة للمكسيك، وأصبحت أول امرأة في هذا المنصب، وهي حفيدة المهاجرين اليهود من بلغاريا وليتوانيا، وقبل دخولها عالم السياسة. وكانت شينباوم فيزيائية تعمل لدى مؤسسات الأمم المتحدة، وبعد ذلك تم انتخابها عمدة لمدينة مكسيكو سيتي بينما كانت تروج لآراء المهاجرين الليبرالية المرتبطة باليسار.
وأضاف التقرير أن «شينباوم كانت على علاقات محدودة جداً مع أبناء الجالية اليهودية في المكسيك، كما إنها لم تسلط الضوء على ديانتها اليهودية مطلقاً».
وقالت داليا ويسنر، مديرة «مركز اليهود الأمريكيين» في جامعة برانديز، إن «شينباوم ليست نتاج الجالية اليهودية في المكسيك، بل إنها ابنة مهاجرين يهود، كما إنها لم تشارك على الإطلاق في حياة الجالية اليهودية هُناك ولا علاقة لها بها».
في السياق ذاته، قالت دينا سيجل فان، إحدى ناشطات الجالية اليهودية في مكسيكو سيتي إن «شينباوم لا تنكر أنها يهودية، كما إنها لا تسلط الضوء على ذلك، وهذه ليست مشكلة على الإطلاق».
وأوضحت سيجل فان أنه فيما يتعلق بعلاقات «شينباوم» مع إسرائيل، فإنها ستواصل سياسة سلفها في المنصب وحليفها السياسي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، رئيس المكسيك المنتهية ولايته. ووفقاً لها: «المكسيك ستواصل دفع الدعوى ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، وستبدأ في قطع العلاقات مع إسرائيل».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vf5b6bt

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"