خفض بنك كندا سعر الفائدة الرئيسي، الأربعاء، لتكون أول دولة في مجموعة السبع تفعل ذلك، في خطوة متوقعة على نطاق واسع ستخفف الضغوط على المستهلكين المثقلين بالديون، لكنه أشار إلى أن المزيد من التيسير سيكون تدريجيا و تعتمد على البيانات.
قال المحافظ تيف ماكليم في مؤتمر صحفي بعد إعلانه أن البنك المركزي قد خفض أسعار الفائدة إلى 4.75٪ من 5٪، «دعونا نستمتع بهذه اللحظة قليلاً»، وهو أول تخفيض منذ أربع سنوات.
وشدد ماكليم على أن توقيت الخفض التالي سيعتمد على ما إذا كان التضخم سيواصل مساره الهبوطي وسيتطور الاقتصاد بما يتماشى مع توقعات البنك.
وتوقع بعض الاقتصاديين أن يقوم بنك كندا بخفض أسعار الفائدة مرة أخرى في يوليو على الرغم من أن الأسواق المالية قد قدرت فرصة بنسبة 39% لخفض الفائدة إلى 4.50% الشهر المقبل.
وكان أغلبية الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم توقعوا خفضاً، الأربعاء.
التضخم في الولايات المتحدة أكثر صعوبة وتتوقع الأسواق أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط هذا العام. وتساءل الاقتصاديون عما إذا كان بنك كندا يواجه خطر الابتعاد كثيرًا عن بنك الاحتياطي الفيدرالي.
وقال ماكليم: «هناك حدود لمدى الابتعاد عن الولايات المتحدة، لكننا لسنا قريبين من تلك الحدود».
وبعد القرار، قلص الدولار الكندي مكاسبه المبكرة وضعف بنسبة 0.22% ليصل إلى 1.3708 للدولار الأمريكي، أو 72.98 سنتًا أمريكيًا.
ينضم بنك كندا إلى البنك المركزي السويدي والبنك الوطني السويسري في خفض أسعار الفائدة التي أثقلت كاهل الأسر والشركات على حد سواء، وسط نمو اقتصادي ضعيف على الرغم من تخفيف ضغوط الأسعار.
ومن المرجح أن يحذو البنك المركزي الأوروبي حذوه يوم الخميس، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز.
تباطأ التضخم في كندا هذا العام ليصل إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات عند 2.7% في أبريل. وفي حين ظل معدل التضخم أقل من 3% لمدة أربعة أشهر متتالية، إلا أنه لا يزال أعلى من هدف البنك البالغ 2%.
وقال ماكليم: «إذا استمر التضخم في التراجع، واستمرت ثقتنا في أن التضخم يتجه بشكل مستدام إلى هدف 2%، فمن المعقول أن نتوقع المزيد من التخفيضات في سعر الفائدة السياسي لدينا»، في إشارة إلى الشكل الذي قد تبدو عليه التخفيضات المستقبلية.
وأضاف: «لكننا نتخذ قراراتنا بشأن أسعار الفائدة في اجتماع واحد في كل مرة».
وكتب رويس مينديز، رئيس الإستراتيجية الكلية لمجموعة ديجاردان، في مذكرة: «لدينا ثقة متزايدة في أن بنك كندا سيتحرك مرة أخرى في يوليو».
وقال أندرو جرانثام، كبير الاقتصاديين في بنك CIBC، إنه يتوقع خفضًا في يوليو، مضيفًا أنه يتوقع إجمالي أربعة تخفيضات هذا العام.
ومن المقرر الإعلان عن سعر الفائدة التالي في 24 يوليو، عندما سيصدر البنك أيضًا أحدث توقعاته الفصلية.
الأفق
وبعد إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من عقدين عند 5% لمدة عام تقريبًا، قال بنك كندا إن مؤشرات التضخم الأساسي تبدو إيجابية بشكل متزايد.
وقام البنك بزيادة أسعار الفائدة بمقدار 475 نقطة أساس في غضون 16 شهرا حتى يوليو 2023، ومنذ ذلك الحين أبقى عليها ثابتة عند 5%.
وقال ماكليم إن أسعار الفائدة ستنخفض بوتيرة أبطأ مما ارتفعت، وقال إن أسعار الفائدة ستستقر عند مستوى أعلى مما كانت عليه قبل جائحة كوفيد-19.
وكان النمو الاقتصادي في الربع الأول أبطأ من المتوقع بمعدل سنوي قدره 1.7%، مما ساعد على تعزيز توقعات السوق لخفض أسعار الفائدة.
وقال ماكليم إن الاقتصاد يعمل في ظل فائض في العرض - مما يعني بشكل أساسي أن كمية السلع المنتجة تتجاوز الطلب - مما يترك مجالا للنمو حتى مع استمرار انخفاض معدل التضخم الإجمالي.
وعندما سئل عما إذا كان الاقتصاد يمكن أن يتجه نحو الهبوط السلس، قال: «المدرج في الأفق، ولكننا لا نزال بحاجة إلى الهبوط».
وأكد مجددا أن البنك سيظل يركز على عدم التوافق بين الطلب والعرض وتوقعات التضخم ونمو الأجور وسلوك تسعير الشركات. (رويترز)
