عادي

حقيقة روايات بايدن الجذابة عن حياته الشخصية.. وحكاية أكلة لحوم البشر

17:41 مساء
قراءة 4 دقائق

كثيراً ما يلجأ الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إطلاق العنان لمخيلته أثناء سرد تفاصيل عن حياته الشخصية والعائلية، بهدف جذب الناخبين، خلال حملاته الدعائية، لكن عدداً من المراقبين شككوا في بعض الروايات، لتخضع لتدقيق وسائل الإعلام الأمريكية.

ومن بين أبرز ما قاله بايدن عن نفسه أنه كان ناشطاً مراهقاً في مجال الحقوق المدنية، وسائق شاحنة سابق، وأول فرد في عائلته يلتحق بالجامعة، وابن شقيق أحد ضحايا أكلي لحوم البشر، محاولاً تأكيد أنه أحد أبناء الطبقة المتوسطة الأمريكية.

ترشيحه للأكاديمية البحرية

وفي ظل ولع بايدن بالمبالغة في سرد التفاصيل فقد قال مراراً وتكراراً للطلاب المتقدمين في مختلف الأكاديميات العسكرية، إنه تم ترشيحه لدخول الأكاديمية البحرية الأمريكية من قبل السيناتور جيه كاليب بوجز من ولاية ديلاوير، ومن الممكن أن يكون الترشيح قد حدث، ولكن مسؤولين بالأكاديمية أكدوا عدم وجود أي سجلات له، وتقول مسؤولة لصحيفة نيويورك تايمز: «بايدن يتلقى ترشيحاً أو موعداً، لكنه لا يملك طلبات أولية أو طلبات مقدمة إلى مكاتب الكونغرس».

وتشير السجلات الرسمية إلى أن بايدن تخرج في المدرسة الثانوية في يونيو/حزيران عام 1961، ثم بدأ فصله الدراسي الأول بجامعة ديلاوير في خريف هذا العام، لكن سجلات مجلس الشيوخ تظهر أن أول ترشيحات تقدم بها السيناتور بوجز للأكاديمية البحرية تعود لعام 1962، وضمت أكثر من 30 اسماً لم يكن من بينهم بايدن.

قائد الشاحنة

وفي بعض المناسبات العمالية غالباً ما يكرر بايدن أنه كان يقود حافلة مدرسية أثناء دراسته في كلية الحقوق، وفي السبعينات أيضاً يقول إنه قام برحلة طولها 500 ميل بصفته عضواً في مجلس الشيوخ على شاحنة بضائع، وهو ما لم تستطع تقارير إعلامية توثيقه.

ثم يعرج بايدن على رواية انخراطه في فعاليات الحقوق المدنية وهو بعمر ال 13عاماً، إذ يقول إنه خلال تلك الفترة عندما تم إلغاء الفصل العنصري في حي لينفيلد، ذهب إلى عائلة سوداء أثناء وقوع احتجاجات ووقف في الشرفة معهم ليتم القبض عليه لاحقاً، فيما قالت «نيويورك تايمز»، إن بايدن حاول تضخيم مشاركاته الحقوقية، ولا يظهر أي سجل تعرضه للاعتقال في هذه الفترة على الإطلاق.

أول جامعي في الأسرة

في الوقت الذي قال جو بايدن إنه كان أول فرد في أسرته يدخل الجامعة، فقد قال في سيرته الذاتية عام 2007 إن جده لأمه، أمبروز فينيجان كان «الشخص الوحيد في المنزل الذي حصل على شهادة جامعية».

أفقر نواب الكونغرس

خلال معظم حياته السياسية، كان بايدن من بين أقل أعضاء الكونغرس ثراءً، بثروة صافية قدرها 166.500 دولار، ويقول وفق روايته لإضفاء مزيد من الأهمية، إن صحيفة «نيوز جورنال» كتبت عنه في صفحتها الأولى إنه أفقر عضو وذلك في عام 1990، لكن القائمة وردت في الصفحة 33.

واستمر في احتلال المرتبة بالقرب من القاع من حيث صافي الثروة طوال حياته المهنية التي استمرت لعقود من الزمن في مجلس الشيوخ، وفي الإقرارات الضريبية لبايدن، حصل هو وزوجته جيل على أقل من 400 ألف دولار كل عام تقريباً من عام 1998 إلى عام 2016. لكنهم كسبوا أكثر من 400 ألف دولار في عام 2013 وفي كل عام منذ عام 2017، حيث تراوحت من 408.733 دولاراً في عام 2013 إلى أكثر من 11 مليون دولار في عام 2017. ويعتبر الراتب السنوي للرئيس، بموجب القانون الفيدرالي، هو 400 ألف دولار، وفق واشنطن بوست.

حفيد ضحية أكلة لحوم البشر

في سيرته الذاتية الصادرة عام 2007، يروي بايدن أنه كثيراً ما سمع تقاليد عائلية عن عمه البطل، أمبروز فينيجان جونيور، الذي كان طياراً خلال الحرب العالمية الثانية، ويقول إن «العم بوسي» طار بطائرات ذات محرك واحد، ورحلات استطلاعية فوق غينيا الجديدة، مؤكداً أنه تطوع لأن شخصاً ما لم يتمكن من ذلك، وفي إحدى المرات أُسقطت طائرته في منطقة كان يوجد بها الكثير من «أكلة لحوم البشر» في غينيا الجديدة في ذلك الوقت.

والغريب أن هذه الرواية وإسقاط الطائرة في غينيا الجديدة، لا تدعمها السجلات العسكرية أو علماء الأنثروبولوجيا عن وجود أكلة لحوم البشر في هذه المنطقة.

وبحسب وكالة البنتاغون المسؤولة عن المفقودين أو الأسرى خلال الحرب، فإن فينيجان، وهو ملازم ثان، كان أحد ركاب الطائرة التي تحطمت في المحيط على الساحل الشمالي لغينيا الجديدة في مايو 1944 بعد تعطل محركاتها. وفقد عم بايدن في الحادث، بينما تم إنقاذ رابع بواسطة بارجة عابرة، ولا توجد مؤشرات على أن الطائرة قد أسقطت أو أن فينيجان كان يقودها. ولم يثبت أنه كان ضحية لآكلي لحوم البشر، حسبما قال علماء الأنثروبولوجيا والسكان المحليون.

وشارك بايدن ذكرى وفاة فينيجان بعد زيارة نصب تذكاري للحرب في ولاية بنسلفانيا، إذ كان المقصود تسليط الضوء على جهود بايدن، وقال البيت الأبيض إنه ملتزم بتجهيز القوات وتكريم المحاربين القدامى.

وعن الرواية التي توصف بالسذاجة عندما قال بايدن في خطاب ألقاه في نيفادا شهر ديسمبر الماضي، إنه عندما كان يستقل القطار في عام 2016 حضر إليه أحد كبار الرجال في شركة أمتراك واسمه أنجيلو، وقال: «جوي، يا عزيزي وأمسك خدي، فقلت:«أنجيلو، ما الأمر؟.. فرد «لقد قرأت للتو في الجريدة يا جوي، أنك سافرت مسافة 1,200,000 ميل على متن طائرة الرئاسة»، وذلك عندما كان نائباً للرئيس.

الرواية التي يتحدث عنها بايدن يشير إلى أنها حدثت أوائل عام 2016، لكن واقع السجلات يكشف أن الشخص الذي تحدث عنه هو أنجيلو نيجري، قائد أوركسترا تقاعد من شركة أمتراك عام 1993 وتوفي عام 2014.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3d5c8fw7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"