عادي
«الجمهوريون» يطردون رئيسهم سيوتي بعد دعوته للتحالف مع حزب لوبان

ماكرون يحشد القوى الفرنسية المعتدلة للوحدة بوجه أحزاب التطرف

01:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
متظاهرون ضد اليمين المتطرف في مدينة «ليل» بشمال فرنسا

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، إلى حشد الصفوف في مواجهة كل أشكال التطرف استعداداً للانتخابات التشريعية المبكرة، والتي دعا إليها بعد هزيمة معسكره في الاقتراع الأوروبي وفوز اليمين المتطرف غير المسبوق الذي بات على أبواب السلطة، فيما أعلن المكتب السياسي لحزب «الجمهوريين» أنه قرر طرد إيريك سيوتي من الحزب بعد دعوته للتحالف مع حزب اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان.

أعلنت المفوضية الأوروبية أمس الأربعاء أن الدول ستعد في الأشهر المقبلة خططاً بشأن كيفية تنفيذ القواعد المعدلة لطالبي اللجوء والتي سيتم تطبيقها في منتصف عام 2026.

وفي أول كلام علني له منذ حله الجمعية الوطنية الأحد، شدد الرئيس الفرنسي خلال مؤتمر صحفي على الحاجة «لتوضيح» المسار في محاولة لتبرير هذا القرار الذي أغرق البلاد في حالة من عدم اليقين وأدى إلى تشرذم داخلي في صفوف اليمين الجمهوري بسبب تحالف محتمل مع التجمع الوطني اليميني المتطرف.

وأكد ماكرون «أتحمل بالكامل مسؤولية التسبب في حركة التوضيح هذه. أولاً لأن الفرنسيين طلبوا منا ذلك الأحد. فعندما يصوت 50 % من الفرنسيين للمتطرفين، وعندما يكون لدينا غالبية نسبية في الجمعية الوطنية لا يمكننا أن نقول لهم: نواصل كأن شيئاً لم يكن».

وعدد ماكرون بعض الإجراءات التي قد يتضمنها البرنامج مثل نقاش واسع حول العلمانية، منتقداً على حد سواء اليمين المتطرف الذي يدعو إلى «الإقصاء» واليسار المتطرف الممثل برأيه، بحزب «فرنسا الأبية» متهماً إياه «بمعاداة السامية ومعاداة الحياة البرلمانية».

وأكد ماكرون «استخدم عبارة اليمين المتطرف عندما أتحدث عن «التجمع الوطني» لأن قادته يستمرون بالقول: إن ثمة فرنسيين حقيقيين وفرنسيين مزيفين ويستمرون في مناقشة تقليص حرية الصحافة أو رفض دولة القانون»، حاملاً أيضاً على «التحالفات غير الطبيعية» التي تقام في أوساط اليمين أو اليسار.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، اتهم ماكرون أمس الأربعاء «التجمع الوطني» بمواصلة اعتماد موقف «ملتبس حيال روسيا» وبالسعي إلى «الخروج من حلف شمال الأطلسي (الناتو)».

وفي المعسكر المعارض لماكرون، تتواصل المداولات في أجواء توتر. وأثارت دعوة زعيم حزب الجمهوريين اليميني إريك سيوتي للتحالف مع التجمع الوطني، أزمة كبيرة في أوساط حزبه. وسيعقد اجتماع استثنائي لمكتب الحزب وريث الحركة الديغولية، مع احتمال اتخاذ قرار بإقالة سيوتي.

من جهة ثانية، قرر المكتب السياسي لحزب «الجمهوريين» في بيان أمس الأربعاء، طرد إيريك سيوتي من الحزب بعد دعوته للتحالف مع اليمين المتطرف لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا. وفي مقابلة تلفزيونية الثلاثاء، أبدى رئيس حزب «الجمهوريين» اليميني إيريك سيوتي رغبته في إقامة «تحالف» مع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. وصرح سيوتي «نحن بحاجة إلى التحالف، مع الحفاظ على هويتنا،... مع حزب التجمع الوطني ومرشحيه». ويعتبر موقف كهذا، مثيراً للجدل داخل حزبه، وريث الديغولية.

وأكدت أنييس إفرين عضو مجلس الشيوخ عن الجمهوريين أمس الأربعاء، عبر «بي اف ام تي في»، أن أريك سيوتي «لن يعود رئيساً للجمهوريين وسيُقال» من منصبه.

في المقابل، رحبت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن ب «الخيار الشجاع» الذي قام به سيوتي و«حسه بالمسؤولية». وفي معسكر اليسار، تحاول الأحزاب الأربعة الرئيسية وهي فرنسا الأبية، والحزب الاشتراكي، والخضر، والحزب الشيوعي، توحيد الصفوف لتقديم «ترشيحات موحدة اعتباراً من الدورة الأولى». وتُجرى حالياً صياغة ملامح برنامج مشترك، فيما الاتفاق على زعيم يبقى معلقاً. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yjxjhafu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"