حواريّة في التضحيات

00:10 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يجوز القفز من التهنئات بعيد الأضحى المبارك، إلى السؤال عن أسباب مبالغة الأمّتين العربية والإسلامية في سخاء التضحيات بجسام الأمور المصيرية؟

صحت بالقلم: لا سامحك الله: ما هكذا تكون التحيات الزكيات في يوم عيد، يوم يرتدي الناس كل ثوب جديد، ناسين هموم قضايا الساعة كأنها من عهد عادٍ وثمود. ماذا يقول القوم عنك إذا شغلْتهم عن لذائذ الحلويات وأطايب المشويات؟ قال: «لا تأخذنّي بأقوال الوشاة ولم.. أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويلُ». ليس عليك أن تعذلني، فقد سبق السيف العذل، فأنا كما تعرف كل شيء عندي كلام، ألفاظ من أصوات وهواء. في كل مرّة يتطلب الوضع الحساس مواقف فيها الحسم والعزم، تجود القريحة المقروحة ببيت، بينما البيوت تهدم على الأبرياء. لكنني لا يفوتني أداء الواجب في المناسبات، كتهنئة الأعزاء في عيد الأضحى، قلت: كل أضحى وأنتمو يا سادة.. في سلام وعزّة وسعادة... إنما غزّةٌ بغير سلامٍ.. وحطام البيوت خير وسادة... ما لهذي العروبة اليومَ نامت.. بينما مجدها عريق الريادة.

قلت: أحياناً تكون وجهة نظرك مصيبة. على الأمّة ألا تنسى أمجاد تاريخها، فتلك خير الوسائل وخير الغايات. تلك منارات تنير لها دروب المستقبل. منظومة القيم تكون الميزان والبوصلة في مواقفها. من هذا المنطلق تحسب الأمّة الواعية حساباً لتضحياتها. فهل يُعقل أن تمرّ على أمّة عشرات السنين، وهي من تضحيات إلى تضحيات، من دون أن تعرف حتى أسبابها أو لماذا دفعت الأثمان الباهظة؟ من عجائب الدهر أنه قيل لها أكثر من مرّة، في كل مرّة ينساب فيها النهر القاني: معذرة، لقد أخطأنا التقدير، كانت المعلومات غير دقيقة.

قال: المبدأ بسيط، كل ما على الأمّة إدراكه هو أن تستخلص العبرة الكبرى من عيد الأضحى، لكي تكون المناسبة عيداً، ولكي يكون العيد مباركاً. المناسبة قبل كل شيء مرتبطة بالحج، الذي هو ملتقى للأمّة الكبرى. الأمر أبعد من مجرد أداء الفريضة، التي لها مقاصد ومراصد. ثم يأتي العيد ليسأل العرب وجميع المسلمين أنفسهم وضمائرهم: لماذا التضحيات؟ وبماذا التضحية؟

قلت: لديّ فكرة لا بأس بها لكي تعرف الأمّة مكانها ومكانتها. تضع قائمة لثلاثين عيد أضحى، وتسأل نفسها: هل كانت التضحيات في محلها؟ هكذا يسعد الناس إذا تبادلوا التهنئات: كل عام وأنتم بخير.

لزوم ما يلزم: النتيجة الخيرية: الخير في إخراج المفردات من الكمون المعجمي إلى الواقع الحيوي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4fp3rw3z

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"