قضى حجاج بيت الله الحرام أمس الاثنين على صعيد منى، في أول أيام التشريق الذي يسمى «يوم القر»، فيما يغادر المتعجّلون بعد زوال اليوم الثلاثاء الثاني عشر من شهر ذي الحجة، مشعر منى بعد أن وفّقهم الله تعالى لأداء الفريضة، في حين قررت وزارة الحج والعمرة السعودية، توقيف تفويج الحجاج إلى محطة الجمرات، مؤقتاً، من الساعة 11 صباحاً حتى الرابعة عصراً، أمس الاثنين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أمس الاثنين، يوافق «يوم القرّ» الحادي عشر من شهر ذي الحجة، وسمي بذلك؛ لأن الحجاج يقرّون فيه بمشعر منى، أي يستقرون ويسكنون، لنيل قسط من الراحة، بعد يوم الحج الأعظم، أو يوم النحر، التي تشمل رمي الجمرات، والحلق، وذبح الهدي لمن عليه دم، وطواف الإفاضة.
وأدى حجاج بيت الله الحرام صلوات اليوم الأول من أيام التشريق بمسجد الخيف بمشعر منى وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
وشهد جسر الجمرات في مشعر منى انسيابية في حركة الحجاج القادمين عبر المسارات المخصصة بخطط وإجراءات وآليات ممنهجة لإدارة الحشود لرمي الجمرات مُعَدّة لذلك مسبقاً لضمان سلامتهم وأمنهم وراحتهم.
- مسارات متعددة
وشهدت حركة انتقال ضيوف الرحمن بين المشاعر المقدسة انسيابية تامة عبر مسارات متعددة خلال أدائهم شعيرة الحج العظيمة، وسط متابعة مباشرة من أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة لتنظيمهم حسب خطط تفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات.
وتميزت المناسك هذه السنة بحرارة مرتفعة، تسببت في إجهاد وإنهاك حراري لعدد من الحجاج.
وأعلنت الوكالة تسجيل 2764 إجهاداً حرارياً بين الحجاج في أول أيام العيد.
ونقلت وكالة (واس) أمس الاثنين عن متحدث باسم وزارة الصحة أن «فرق المنظومة الصحية تعاملت مع هذه الحالات لإنقاذ الأرواح وتخفيف الضرر وإسعافها، وتقديم الرعاية الصحية، بتوجيهات القيادة الرشيدة، ثم بدعم منظومة صحية متكاملة».
واليوم الثلاثاء (ثاني أيام التشريق)، أباح الله للحاج الانصراف من مِنى إن كان متعجلاً وتسمى النفرة الأولى، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير (ثالث أيام التشريق) بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس، وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث.
وفي اليوم الثالث من التشريق الذي يوافق غداً الأربعاء، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث، كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر مِنى إلى مكة، ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت.
وأيام التشريق، هي الأيام الثلاثة التي تأتي عقب أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك، ويقضيها الحُجاج بمشعر منى، وتعرف أيضاً ب«الأيام المعدودات»، وسميت «التشريق»؛ لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الهدي والأضاحي، وكلمة التشريق تعني تقديد اللحم.
من جهة أخرى، قررت وزارة الحج والعمرة السعودية، توقيف تفويج الحجاج إلى محطة الجمرات، مؤقتاً، من الساعة 11 صباحاً حتى الرابعة عصراً، من اليوم الاثنين، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
وقالت صحيفة «اليوم» السعودية، إن «هذه الخطوة تأتي في ظل تسجيل درجات حرارة قياسية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث تجاوزت في منطقة الحرم المكي 51 درجة مئوية، كما سجلت على صعيد عرفات 48 درجة مئوية، ومنى ومزدلفة 46 درجة مئوية».
في الأثناء، هطلت أمطار تراوحت بين الغزيرة والمتوسطة أمس الاثنين على الحرم المكي ومشعر منى، ما ساهم في انخفاض درجات الحرارة. وكان المركز الوطني للأرصاد السعودي قد توقع في وقت سابق أمس طقساً غائماً جزئياً على مكة المكرمة ومنى.
- الأسفلت المطاطي
يشار إلى أن السلطات السعودية طبقت لأول مرة تقنية ما يعرف ب«الأسفلت المطاطي» و«الطرق المبرّدة» حمايةً لأقدام الحجاج، حيث جرى خلط المطاط مع الخلطة الأسفلتية في طريق المشاة الرئيسي، ما يوفر مزيداً من الراحة والمرونة أثناء السير أو الركض باستخدام مواد ذات مرونة عالية.
- النظارة التفتيشية
كما تم استخدام تقنية الطلاء الأبيض في المنطقة المجاورة لمسجد نمرة لتخفيف درجة الحرارة، حيث تعمل التقنية الحديثة التي عملت عليها الهيئة العامة للطرق في تحقيق الراحة التامة للحجاج علمياً من خلال زيادة مستوى التبريد للمناخ من حولهم، حيث يسهم الطلاء الأبيض في خفض درجة حرارة السطح بنحو 20 درجة مئوية، باستخدام مواد عدة محلية الصنع لها القدرة على امتصاص كمية أقل من الأشعة الشمسية.
ومن التقنيات الجديدة، التي استخدمت لأول مرة في حج هذا العام «النظارة التفتيشية»، التي تيسّر عملية تفتيش المركبات وسحب بياناتها خلال ثوان معدودة، الأمر الذي يوفر الكثير من الوقت ويرفع مستوى الرقابة.
(وكالات)
