عادي
يقدم تشخيصات أكثر دقة في وقت مبكر

الذكاء الاصطناعي..عامل طبي مساعد يسهم في إنقاذ الأرواح

01:57 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: عهود النقبي

قطعت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية شوطاً كبيراً في إدراج الذكاء الاصطناعي ضمن مجمل خدماتها، حيث يمثل ذلك توجه دولة الإمارات في استراتيجيتها الوطنية لجودة الحياة 2031، والاستراتيجية الوطنية للابتكار 2071، ومئوية الإمارات 2071، وبالرغم من جميع المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، فإن سلبياته لا تزال تضرب جذور جميع المجالات الحيوية. وهو ما أشارت إليه المؤسسة في مناظرة شبابية أقامتها مؤخراً، ناقش فيها المؤيدون والمعارضون دخول الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية.

«الخليج» تعيد رفع المناظرة إلى الطاولة وتستعرض آراء كلا الفريقين في استخدام الذكاء الاصطناعي الذي يسهم الآن في التطبيب بجانب الأطباء، ويدخل عاملاً مهماً في اختصار الوقت على المرضى في مراحل علاجهم، لكنه من الجانب الآخر قد ينتهك خصوصية المريض، ويعيق اللمسة الإنسانية من الوصول إليه.

الصورة
1

أكدت الدكتورة نجود الزعابي، استشارية أطفال في «مستشفى القاسمي للنساء والولادة والأطفال» التابع لمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، وكانت تترأس الفريق المؤيد ضمن المناظرة، أن المريض، أو المتعامل، يعيش تجربة مثالية بوجود الذكاء الاصطناعي، حيث أسهم ذلك في تقليل الزيارات غير الضرورية والمكلفة لقسم الطوارئ. وباستخدام الذكاء الاصطناعي يمكن للمرضى الاستفادة من خدمة التطبيب عن بُعد، عن طريق الهاتف بالصوت والصورة، إن رغب، وعلى مدار اليوم. كما أدى دوراً في تقليل الازدحام في المنشآت الصحية، وتجنّب زيارة قسم الطوارئ إلا عند الضرورة، بسبب سهولة الوصول إلى الأطباء عبر خدمات التطبيب عن بُعد، كما أن للذكاء الاصطناعي دوراً في تسهيل عملية الجدولة، وتذكير المواعيد، والاتصال، وتقليل المهام الإدارية التي يؤديها الطبيب، ويسهم في تحسين الأداء والتركيز على المهام الطبية. ومن جانب آخر، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل الوقت الذي يقضيه الموظفون في المهام العادية، ما يسمح لهم بالتركيز على احتياجات المرضى بشكل أفضل؛ ومن ثم تقدم الخدمات بكفاءة، فضلاً عن تقليل نسبة الاحتراق الوظيفي، وتحسين تجربة المريض بتوفير وصول أسهل إلى الرعاية الصحية.

نجود الزعابي

تدريب الكوادر

أكد محمد المزروعي، تنفيذي برامج روبوتات من «مؤسسة ربع قرن للعلوم والتكنولوجيا»، وهو أحد أعضاء الفريق المؤيد، أن الذكاء الاصطناعي وفّر بيئة تدريب، آمنة وواقعية، لممارسة المهارات الطبية، من دون تعريض المرضى للخطر. كما استخدمت تقنية المحاكاة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتدريب الطلاب والجراحين على التقنيات الجراحية الجديدة، مثل إنشاء بيئات رقمية واقعية تُستخدم في سيناريوهات المحاكاة، وتقييم مهارات المتدربين بموضوعية، باستخدام أدوات تحليلية متقدمة، ما يوفر معلومات دقيقة عن تقدمهم.

التشخيص الدقيق

وأشارت الدكتورة مروة الشلواني، طبيبة أسنان من «دبي الصحية»، وهي عضو فعال في الفريق المؤيد، أن الذكاء الاصطناعي ليس أداة تهدف إلى استبدال دور الطبيب، بل هو أداة قوية تُستخدم لتعزيز خبرته، ما يؤدي إلى تشخيصات أكثر دقة في وقت مبكر، ما يسهم في إنقاذ الأرواح.

كما تدمج تقنية الذكاء الاصطناعي بكثرة مع الأنظمة الطبية الإلكترونية، ما يسمح للذكاء الاصطناعي بالوصول إلى البيانات الطبية للمريض، وتحليلها بسرعة، حيث حسّن دقة التشخيص بتحليل البيانات الطبية بشكل شامل. كما يُمكن لمساعدي الرعاية الافتراضية المدعومين بالذكاء الاصطناعي تقديم دعم على مدار الساعة، طوال أيام الأسبوع، والإجابة عن استفسارات صحية أساسية.

ميثا الكعبي

تسريبات وتزييف

أما من الفريق المعارض، فأكد علي الغيثي، عضو فريق إدارة الابتكار من شرطة الشارقة، أن دخول الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية قد يتسبب بعواقب وخيمة يصعب تداركها، وتجارب المجتمع في المجالات الأخرى، حرية بأن توضح مدى الضرر الذي تسبب به الذكاء الاصطناعي، فقد أدى دوراً بكثرة التسريبات، وقلة الأمان والخصوصية. وهناك تطور ملحوظ للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للشخص استخدامه سلبياً، بتزييف مقاطع لنصائح طبية، أو ترويج لمنتجات مضرّة بإتقان، بحيث لا يمكن للمشاهد أن يفرق بين الحقيقي والمزيف، ما قد يتسبب بمشكلات صحية لدى المرضى.

أنظمة مكلفة

كما أكدت عضوة الفريق المعارض ميثا الكعبي، أخصائية علاج طبيعي في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أنه إلى الآن، لا يوجد أي قانون يحمي، أو ينص على المساءلة في حالة إلحاق الضرر بالمريض بسبب الذكاء الاصطناعي، وعلى من تقع المسؤولية.. الطبيب، الجهاز، المستشفى المصنع؟ كما أن الكلفة عند الجمع بينها وبين التركيب والصيانة والإصلاح فيعدّ الذكاء الاصطناعي اقتراحاً مكلفاً، يسهل على الشركات والمؤسسات ذات الميزانية الكبيرة تنفيذها، أما الشركات والصناعات ذات الإمكانية المحدودة فستواجه صعوبة في عملياتها واستراتيجياتها، فضلاً عن قلة معرفة الكادر الطبي في فهم الذكاء الاصطناعي، حيث إن نقص الفهم يؤدي إلى القلق، ورفض استخدام التقنيات الحديثة، حيث ينبغي على من يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يكون مثقفاً تكنولوجياً، لفهم طبيعة هذه التطبيقات وحل مشكلاتها.

كما تبرمج أجهزة الذكاء الاصطناعي لعمل مهام معينة فقط، بناء على ما دُرّبت وبُرمجت عليه، فمن هذا المنطلق لا يمكن الاعتماد على هذه الآلات في أن تكون مبدعة، وتفكر خارج الصندوق، لأن منطقة التفكير الخاصة بها تعتمد على الخوارزميات المبرمجة عليها.

اللمسة الإنسانية

أسماء المهري

أكدت أسماء المهري، من الفريق المعارض، وهي ممرضة وعضو مجلس شباب مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، أن الذكاء الاصطناعي قد يتسبب بضعف المهارات التشخيصية، وفقدان اللمسة الإنسانية، حيث يُمكن أن يشخص المريض بشكل خطأ، ومن حقوقه أن تقدم الرعاية الصحية بالبيانات التي دُرّب الذكاء الاصطناعي عليها، وهذا يتنافى مع الإنسانية التي يتصف بها الطبيب، فلا يمكن لأجهزة الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ تطورها، أن تحاور البشر وتفهم احتياجاتهم، فقد يحتاج المريض إلى علاج نفسي، وليس طبياً، لكن الذكاء الاصطناعي يعالجه طبياً فقط، بحسب البيانات المتوافرة.

ومن الممكن كذلك أن يرتكب الذكاء الاصطناعي أخطاء فادحة، وأن يكون فيه خلل، أو عيب مصنعي ما قد يتسبب بكارثة كبيرة للمريض، وعلى سبيل المثال، يمكن برمجة الذكاء الاصطناعي على تجبير يد مريض، ولكن يحدث خلل في النظام، ويرتكب جريمة من غير قصد، مثل بتر يد المريض، أو كسرها، وغيرها من الإصابات.

الصورة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/336dr65z

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"