عادي

قصة صعود «إنفيديا».. 3 انهيارات في طريق القمة

23:44 مساء
قراءة دقيقتين
إنفيديا

كان العام 1999 موعد عودة ستيف جوبز إلى قيادة «أبل»، وكانت «إنتل» القوة المهيمنة في مجال أشباه الموصلات، يومها ظهرت «إنفيديا».. 

اسم مغمور أدرج في ناسداك وسط حمى «الدوت كوم»، وبعد 3 سنوات دخلت في قائمة «إس آند بي» لأكبر 500 شركة.

لم يراهن أحد أو يحلم حتى بأن تكون هذه شركة القرن المقبل، أما اليوم فنحن أمام عائد للسهم يقدّر بـ600% منذ الطرح.

رقم يصعب فهمه.. ولكنه شهادة على هوس العالم الجديد، عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وبهذا حجزت إنفيديا مقعداً بين العمالقة، وأصبحت في ذات يوم الشركة الأعلى قيمة في العالم بـ 3.34 تريليون دولار.

لم تكن رحلة صعود مضمونة بأي حال من الأحوال، فلقد اضطر المستثمرون القدامى إلى تحمل 3 انهيارات.

لقد هوت أسهم الشركة بنسبة تتجاوز 50% أكثر من مرّة، وتطلب الحفاظ على الارتفاع إنفاق مليارات الدولارات، ما مهد الطريق لبلوغ القمة رهانان.. لا ثالث لهما:

  • رقائق الرسومات
  • والحوسبة المتسارعة

هذه رؤية المؤسس ورئيس الشركة جنسن هوانغ. 

فقاعة «الدوت كوم» لم تمنع من تحقيق النجاح، فوحدات معالجة الرسومات GeForce كانت الحصان الرابح، وقدمت تجربة أكثر واقعية لمستخدمي إكس بوكس وبلاي ستيشن. 

ولكن السنوات الأولى لم تكن لطيفة.. انخفض السهم بحدة في 2008، ومع الأزمة المالية العالمية دخل منافس جديد.. شركة «أيه إم دي». كذلك انهارت الاتفاقية مع «إنتل».. وخرجت «إنفيديا» من أكبر أسواقها.

لكن اللعبة لم تنته.. 

في 2012 كشفت الشركة عن شرائح لخوادم مراكز البيانات، وكان هذا بمثابة موطئ قدم جديد في أعمال الحوسبة المتطورة تتخطى ألعاب الفيديو.

مع ذلك بقيت رقائق «إنفيديا» تلك على الأرفف لفترة طويلة، فيما استغرق الأمر 9 سنوات حتى يستعيد السهم مستوى ما قبل أزمة 2008.

وانطلقت «إنفيديا» مرة أخرى في 2015 وأصبحت رقائقها أساس 3 تقنيات: 

  1. واجهات الرسومات المتقدمة 
  2. المركبات ذاتية القيادة 
  3. منتجات الذكاء الاصطناعي

انتعاش مراكز البيانات قلل تأثير جفاف الطلب من تعدين العملات المشفرة، وكانت جائحة كوفيد-19 قبلة حياة لنجم الشركة الصاعد. فقد احتاجت الشركات إلى قوى حاسوبية إضافية لدعم العمل عن بعد.

وحلّقت إيرادات «إنفيديا» من مراكز البيانات 8 أضعاف في 5 سنوات، ولكن سريعاً أفلت طفرة «كوفيد» وانخفضت الأسهم في 2022، ولكن قبل نهاية العام تغيّر كل شيء.. 

يومها استفاق العالم على ثورة جديدة، إنه «تشات جي بي تي».. وعصر الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتباعاً أدرك المستثمرون أن «إنفيديا» هي المستفيد رقم واحد.. لاعب رئيسي في بنية الذكاء الاصطناعي بحصة سوقية 95%، ولديه حصن منيع من برمجيات السيارات الكهربائية ذاتية القيادة، ومنصة خاصّة يهتم لأجلها كل مهندس من مهندسي البرمجيات.

«كودا»..

يعتبر «كودا» بمثابة نظام «آي أو إس» بالنسبة لـ«أبل»، ويمنح «إنفيديا» السيطرة بلا منازع.. فهل تكون أول شركة بـ 10 تريليونات دولار؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/muvsndtk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"