.. أتابع يومياً ما يرسمه الزميل هارون في جريدتنا «الخليج» بخطوط ذكية، وتعليقات مكتوبة يلجأ إليها أحياناً لكي يخدم فكرة لوحته الكاريكاتورية اليومية..
هارون رسّام الكاريكاتور الوحيد الآن من الإمارات الذي يمارس هذا الفن على نطاق صحفي احترافي منذ سنوات، واستطاع بمواظبته العملية وذكاء خطه الكاريكاتوري أن يشكل له شخصية فنية مستقلّة، بحيث لو وجدت رسمته في أي مكان ومن دون توقيعه تعرف أنها تعود إلى هارون الفنان الاختصاري، إن جازت العبارة، إلى أبعد الحدود صاحب الشخصيتين المتحاورتين دائماً في مسائل شعبية اجتماعية من صميم الحياة، وفي الكثير من الأحيان، فإن رسمة واحدة من هارون تكفي عن مقالة، باختصار مكثف في الرسم.
أكتب عن زميلي هارون هذه المقدمة لأنتقل إلى موضوع ثقافي عام يتصل بالحياة الفنية والإبداعية في الإمارات من خلال هذا السؤال البسيط.. هل من تاريخ أو توثيق لفن الكاريكاتور في الإمارات منذ ظهور الصحف والمجلات في سبعينات وثمانينات القرن العشرين.. وإلى اليوم؟ والإجابة بسرعة هي أن لا تاريخ ولا توثيق ولا حتى دراسات أو مقالات متخصصة عن هذا الفن الشعبي والصحفي الذي يعتمد في العادة على الذكاء، وسرعة البديهة واللباقة القصوى في تمرير الرسمة والفكرة من دون أن تزعجا الشخص أو الجهة المعنية بالكاريكاتور.
ولكن.. هل توجد بدايات أو جذور لفن الكاريكاتور في الإمارات؟.. الإجابة نعم، وتعود هذه البدايات إلى السبعينات من القرن العشرين.
مارس الفنان حسن شريف رسم الكاريكاتور في المجلات والصحف من العام ١٩٧٠ حتى ١٩٧٩. ويقول إنه كان يريد التعبير عمّا سمّاه رؤيته الخاصة من خلال رسم الكاريكاتور، لكنه بعد ذلك ترك الكاريكاتور وتوجه إلى الفن، وأكثر من ذلك يذكر أرشيف حسن شريف أنه أقام معرض كاريكاتور عام ١٩٧٦ في المكتبة العامّة بدبي.
شقيق حسن شريف الفنان حسين شريف هو الآخر رسم الكاريكاتور في الصحف والمجلات منذ ١٩٧٥، أو ١٩٧٩ وإلى ١٩٨٣، وفي ١٩٨١ أقام حسين شريف معرض كاريكاتور في النادي الثقافي العربي بالشارقة.
أرجو في هذه المقالة أن لا أظلم حق أي فنان كاريكاتور فنياً وتاريخياً، ومن حيث الذاكرة الثقافية، بمعنى أن موضوع فن الكاريكاتور في الإمارات مرجعياً وأرشيفياً يحتاج إلى بحث ميداني شامل، وربما أمكن القول إن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية هي الجهة الأقرب إلى مثل هذا البحث المتخصص.
