دبي: حمدي سعد
أكدت إيفجينيا بوبوفا، مديرة تطوير الأعمال الدولية في شركة «بوزيتف تكنولوجيز» أن دولة الإمارات باتت من أهم المراكز التكنولوجية والنمو الاقتصادي في المنطقة وإفريقيا، ما يجعلها هدفاً رئيسياً للعديد من هجمات التزييف العميق والتصيد الاحتيالي، لذا أطلق البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي عام 2021 دليل «التزييف العميق» ضمن مبادرات مجلس جودة الحياة الرقمية، وهو ما يعد إجراء استباقياً لمواجهة هذه النوعية من الهجمات.
ويهدف دليل «التزييف العميق» إلى تعزيز الوعي المجتمعي بالاستخدامات الإيجابية والسلبية لتكنولوجيا التزييف العميق، وتأثيرها على جودة حياة الأفراد، وتعريفهم بسبل الحماية من مختلف التحديات الناجمة عن الاستخدام غير الصحيح لهذه التطبيقات والوسائل التكنولوجية الحديثة.
وأضافت: شهدت الهجمات السيبرانية التي تستخدم أساليب الهندسة الاجتماعية، وتحديداً هجمات التزييف العميق، زيادة كبيرة خلال ..
وقالت بوبوفا ل«الخليج»: مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي في ظل المشهد الرقمي المتطور بات من الضروري التعرف إلى خطورة التهديدات الكامنة في التعقيد المتزايد الذي تشهده تقنيات الهندسة الاجتماعية.
وأضافت: نتيجة التطور التقني الكبير الذي تشهده دولة الإمارات، قد تجد بعض المؤسسات صعوبة في التكيف مع هذا الزخم الكبير من التكنولوجيا، ما قد يخلق فجوة في الوعي وضعفاً في تجهيزات الحماية ضد هجمات الهندسة الاجتماعية.
ودعت بوبوفا مختلف الهيئات الحكومية وأصحاب الأعمال وعامة الناس إلى فهم العواقب المحتملة المترتبة على هجمات التزييف العميق والتأثير الكبير والبعيد المدى الذي يمكن أن يطرأ على الهويات الرقمية والأمن السيبراني، مشيرة إلى أنه من خلال الوعي والدراية بقابلية تعرض المنطقة لهذه التهديدات المتقدمة، يمكن العمل بشكل جماعي لإنشاء آلية دفاع قوية، وهنا يبرز دور خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كبارقة أمل لتحقيق الحماية المطلوبة.
ومن خلال التعلم المستمر من البيانات الجديدة والتكيف مع التهديدات الناشئة، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أن تلعب دوراً رئيسياً في توفير طبقة حماية منيعة للمشهد الرقمي في دولة الإمارات.
وذكرت بوبوفا أن الارتفاع الكبير في عدد الهجمات التي تستخدم تقنية التزييف العميق عام 2023 قد أثار مخاوف أصحاب الأعمال والأفراد، وأحدث صدمة كبيرة في مشهد الأمن السيبراني في مختلف أنحاء العالم. ونظراً للتطورات التكنولوجية المتواصلة، تواجه المنطقة تحديات كبيرة لا سيما مع التطور الكبير الذي تشهده تكنولوجيا التزييف العميق، واستغلالها في تكتيكات الهندسة الاجتماعية، وعليه فإن التصدي بفاعلية لهذه التحديات يتطلب فهماً شاملاً لتداعياتها، وتشكيل جبهة موحدة لمكافحة هذه التهديدات المتزايدة.
وقالت: سلطت الأحداث الأخيرة الضوء على مدى تعرض الأفراد والشركات والمؤسسات في دولة الإمارات لتقنيات التلاعب المتطورة، ونرى أن الجمع بين الذكاء الاصطناعي وخوارزميات التعلم العميق قد مكّن الجهات الخبيثة من تصميم مقاطع فيديو وتسجيلات صوتية مزيفة قريبة جداً من الواقع، ما أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والتلاعب.
وقالت بوبوفا: على الرغم من أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تشهد تطورات سريعة في سياق جهود التحول الرقمي التي تشهدها المنطقة، إلا أنّ هذا الأمر ينطبق أيضاً على التهديدات السيبرانية، حيث تستفيد كل من الفرق الأمنية والجهات الخبيثة على حد سواء من هذه التقنيات التي ساعدت الشركات على التعزيز من فاعلية عمليات الكشف عن التهديدات والاستجابة لها.
