عادي
لبنان: لا نريد الحرب لكننا مستعدون للدفاع عن أنفسنا

استنفار إسرائيلي واسع تحسباً لرد «حزب الله» على هجوم «الضاحية»

00:47 صباحا
قراءة 4 دقائق
عمال الدفاع المدني اللبناني في موقع غارة إسرائيلية على بلدة شمعة في جنوب البلاد (أ ف ب)
رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي ووزيرا الخارجية والدفاع البريطانيان ديفيد لامي جون هيلي في بيروت (رويترز)

بيروت - «الخليج»، وكالات:

أكد رئيس المجلس النيابي اللبناني (البرلمان) نبيه بري، أمس الخميس، أن لبنان لا يريد الحرب لكنه مستعد للدفاع عن نفسه، وكذلك فعل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قال، إن إسرائيل اعتدت على أرضنا مخالفة القوانين الدولية، والحل لن يكون إلا سياسياً، فيما قدّم لبنان شكوى لمجلس الأمن والأمم المتحدة لإدانة الاعتداءات الإسرائيلية، بالتزامن مع تأكيد «حزب الله» أن رده على اغتيال القيادي في الحزب فؤاد شكر في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت قادم لا محالة، بالتزامن مع استنفار إسرائيلي واستعدادات للسناريوهات المحتلة؛ حيث بدأت إسرائيل بتفريغ خزانات الأمونيا، في حين تحدثت تقارير أمريكية أن الحرب مع حزب الله ستُشكّل تهديداً كبيراً لإسرائيل.

وأكد بري خلال اجتماعه مع وزير الخارجية والدفاع البريطانيين ديفيد لامي وجون هيلي «أن لبنان لا يريد الحرب، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه، وأنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره، والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة، أو من خلال هدنة لأسابيع».

شكوى لبنانية

ومن جانبه شدد ميقاتي، خلال اجتماعه مع الوزيرين البريطانيين، على «أن إسرائيل انتهكت السيادة اللبنانية، واعتدت على أرضنا مخالفة القوانين الدولية، وتعتدي يومياً على المدنيين بشكل سافر»، وقال: «إن الحل لن يكون إلا سياسياً عبر تطبيق القرارات الدولية بما فيها القرار 1701»، داعياً بريطانيا والمجتمع الدولي إلى «الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها».

وفي السياق، تقدمت وزارة الخارجية اللبنانية، أمس بشكوى أمام مجلس الأمن الدولي، وأمام الأمين العام للأمم المتحدة، عبر بعثتها الدائمة في نيويورك، طالبت بموجبها الدول الأعضاء في مجلس الأمن إدانة الاعتداءات الإسرائيلية السيبرانية على لبنان والتي تشكل خطراً جدياً على خدمات الطيران المدني فيه، وتهدد أمن وسلامة شبكات الاتصال والأجهزة والتطبيقات والبيانات الإلكترونية في المنشآت والمرافق الحيوية اللبنانية.

رد حتمي

من جهة أخرى، قال الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله، إن على إسرائيل أن تنتظر «الرد الآتي حتماً» بعد اغتيالها القيادي العسكري البارز فؤاد شكر المسؤول عن إدارة عمليات الحزب في جنوب لبنان. وفي كلمة ألقاها خلال مراسم تشييع شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت أمام حشد كبير، خاطب نصر الله الإسرائيليين بالقول: «افرحوا واضحكوا قليلاً وستبكون كثيراً»، مضيفاً، «لم تعرفوا أي خطوط حمر تجاوزتم وأي نوع من الاعتداء مارستم وإلى أين مضيتم وذهبتم» بعد الضربتين اللتين أودتا بشكر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران. وكانت وسائل إعلام إيرانية ولبنانية، كشفت أن مستشاراً في الحرس الثوري الإيراني قتل في الهجوم الذي استهدف المسؤول العسكري البارز في «حزب الله» فؤاد شكر، كان يعمل مع شكر، ويدعى ميلاد بيدي، وتم انتشال جثمانه مع جثة شكر الذي تم تشييعه بعد ظهر أمس.

استنفار إسرائيلي

 وفي إطار الاستعدادات الإسرائيلية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل هي حالياً في أعلى درجات الاستنفار، متوعداً أي جهة تنفذ هجوماً على إسرائيل بأنها «ستدفع ثمناً باهظاً جداً». أصدرت السلطات الإسرائيلية تعليمات ل28 مصنعاً بنقل أو تقليل كميات الأمونيا السريعة والشديدة الانفجار التي بحوزتها؛ خوفاً من تعرض تلك المصانع لهجوم من إيران و«حزب الله». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن قيادة الجبهة الداخلية أصدرت تعليمات إلى سلسلة من المصانع قرب الحدود اللبنانية بتفريغ مخزونات الأمونيا والمواد الخطِرة التي بحوزتها وضمان أمنها. وأشارت إلى أنه تم توجيه أمر ل28 مصنعاً آخر يستخدم غاز الأمونيا للتبريد وعلى بعد 40 كيلومتراً من الحدود الشمالية لتقليل كمية الأمونيا التي بحوزتها، وألزمت تلك المصانع بالامتثال للتعليمات تحسباً للهجوم المرتقب. كما دعت السكان إلى البقاء بالقرب من الملاجئ.

تهديد كبير

في غضون ذلك، أشارت صحيفة «فورين بوليسي» الأمريكية إلى أنّ اغتيال إسرائيل لرئيس المجلس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، واستهدافها فؤاد شكر في بيروت، قد «ينذر بتفاقم الصراع بين لبنان وإسرائيل». واعتبرت الصحيفة أنه «إذا اتسع نطاق الصراع، فإن ترسانة حزب الله الصاروخية الضخمة وقواته العسكرية المخضرمة ستشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل، ومن المرجح أن يكون الاضطراب أكبر بكثير مما شهدته إسرائيل منذ عقود، حتى بما في ذلك هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي».

إلى ذلك، قتل 3 أشخاص من عائلة سورية لاجئة، وأصيب عدد من اللبنانيين، جراء غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة شمع جنوبي لبنان. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي في وقت سابق من أمس غارة جوية استهدفت بلدة كفركلا الحدودية جنوبي لبنان، كما نفذت طائرة مسيرة إسرائيلية غارة جوية استهدفت أطراف بلدة كفركلا بالتزامن مع إطلاق رشقات رشاشة غزيرة من موقع المطلة باتجاه الأحياء السكنية في البلدة. وفجراً، قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدتي الخيام وكفركلا جنوبي لبنان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/524a22hh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"