رأس الخيمة: عدنان عكاشة
حذرت جمعية الإمارات للأورام من مخاطر صحية تكمن وراء «شوي اللحوم على الفحم» دون التقيد بالاشتراطات الصحية ومعايير «الشوي الآمن»، نظراً لما يصدر عن اشتعال الفحم من مواد كيميائية مُسرطنة، قد تهدد الصحة.
وأوضحت الجمعية، في ردِّها على ما يتداوله البعض في وسائل التواصل الاجتماعي، مُؤخراً: «يُعد الشوي على الفحم من الطقوس الاجتماعية المفضلة لدى العديد من العائلات في العالم، خاصة في المناسبات والعطلات، حيث يمنح الطعام نكهة مميزة ومذاقاً فريداً، ولكن خلف هذه المتعة قد تكمن مخاطر صحية جسيمة، يجب أن نكون على دراية بها».
وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس جمعية الإمارات للأورام: «إن هذه المخاطر تتعلق بوجود مواد كيميائية مُسرطنة في الفحم الُمستخدم في الشوي، والتي يمكن أن تؤثر سلباً في الصحة على المدى الطويل. وبين: «عندما يُحرق الفحم، خلال عملية الشوي، تتكون العديد من المركبات الكيميائية الضارة، وتعتبر «الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات» (PAHs) و«الأمينات الحلقية غير الُمتجانسة» (HCAs) من أخطرها.
وأضاف:»تُنتَج تلك المواد عند تعرض البروتينات والدهون للحرارة العالية المباشرة، مثل تلك الموجودة في الشوايات الفحمية، مُشيراً إلى أن الدراسات العلمية خلصت إلى أن الهيدروكربونات العطرية، متعددة الحلقات، يمكن أن تتشكل عندما يسقط «الدهن» من اللحم على الفحم الساخن، ما يؤدي إلى احتراقه وتكوُّن الدخان، الذي يحتوي على هذه الُمركبات، وهذا الدخان يرتفع ويغطي اللحم، ما يُفضي إلى امتصاص اللحم للمواد الكيميائية الضارة».
- الآثار الصحية
وأكد أن الأبحاث العلمية تشير إلى أن التعرض، طويل الأمد، لتلك المركبات يُمكن أن يزيد خطر الإصابة بالسرطان، بما في ذلك سرطان الرئة، والمعدة، والقولون، ويمكن أن تسبب هذه المواد ضرراً للجهازين التنفسي والهضمي، فيما تعتبر الهيدروكربونات العطرية، متعددة الحلقات، والأمينات الحلقية، غير المتجانسة، من المواد المسرطنة المعروفة.
وأشار حميد الشامسي إلى دراسة نشرتها المجلة الأمريكية للطب الوقائي، انتهت إلى أن الأشخاص، الذين يستهلكون اللحوم المشوية على الفحم بانتظام يواجهون خطراً متزايداً للإصابة بسرطان البنكرياس وسرطان الثدي. ويؤكد العلماء أن الحد من التعرض لهذه المركبات يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بهذه الأنواع من السرطان.
- الحد من المخاطر
وأكد رئيس جمعية الإمارات للأورام أن اتباع بعض النصائح البسيطة والممارسات الآمنة يُمكنُنا من الاستمتاع ب«الشوي» وتقليل المخاطر الصحية في الوقت ذاته، حيث الوقاية دائماً أفضل من العلاج، والحفاظ على صحتنا وصحة أحبائنا يجب أن يكون دائماً في مقدمة أولوياتنا. ورغم المخاطر الُمحتملة، يمكن اتخاذ تلك الخطوات لتقليل التعرض للمواد الكيميائية المسرطنة عند الشوي على الفحم، وهي:
1- اختيار اللحوم الأقل دهونًا، والذي يمكن أن يحُد من كمية «الدهن»، التي تسقط على الفحم وتحترق، ما يُقلل تكوُّن «الدخان الضار».
2- استخدام الأحواض المعدنية أو «رقائق الألومنيوم»، بوضع اللحوم على أوانٍ معدنية أو تغليفها برقائق الألومنيوم، الذي يمكن أن يمنع «الدهون» من السقوط على الفحم، وبالتالي الحد من تكوُن المواد المسرطنة.
3- تقليل وقت الشوي، ما يحُد من تعرض اللحم للحرارة العالية، ومن ثم تقليص كمية المركبات الكيميائية، التي تتكون. ويُنصح بطهي اللحوم في الفرن أو على الموقد جزئياً، قبل نقلها إلى «الشواية».
4- «التقليب المستمر» للُحوم أثناء الشوي، ليساهم في تقليل تكوُن المواد الضارة.
5- استخدام أنواع أخرى من الوقود، مثل الغاز والكهرباء، لتكون بدائل أقل ضرراً من «الفحم التقليدي».
