أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس الأربعاء، أنها سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال إلى قطاع غزة، حيث اكتُشف الفيروس في مياه الصرف الصحي، في حين كشف مسؤول صحي، أن أوبئة غريبة وأمراضاً مستحدثة تجتاح مخيمات النازحين في القطاع.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غبرييسوس في مؤتمر صحفي: إن المنظمة الأممية «سترسل أكثر من مليون لقاح ضد شلل الأطفال سيتم إعطاؤها في الأسابيع المقبلة». وقالت وكالات الأمم المتحدة مؤخراً: إن مثل هذا النوع من فيروس شلل الأطفال الناجم عن اللقاح تم اكتشافه في عينات تم جمعها من مياه الصرف الصحي في غزة.
وأكدت وكالات تابعة للأمم المتحدة، رصد فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني في ست عينات بيئية جمعتها في 23 يونيو.
ورجح الناطق باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، الأسبوع الماضي، ظهور حالات إصابة بشلل الأطفال في قطاع غزة فيما قد يمثل انتكاسة للجهود الدولية للقضاء على المرض. وقال ليندماير، في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة: إن سكان غزة «ربما أُصيبوا بالفعل بالمرض، لكن من الصعب اكتشاف حالات مصابة بهذا الفيروس القاتل، لأن معظمها تكون بلا أعراض ظاهرة».
وشلل الأطفال مرض شديد العدوى يسببه فيروس يضرب الجهاز العصبي ويمكن أن يتسبب بشلل دائم خلال ساعات أو الموت في بعض الحالات. وتتم الإصابة بالفيروس من طريق شرب المياه الملوثة أو الاتصال من طريق الفم.
وفي ذات السياق، حذر مسؤول صحي في قطاع غزة، أمس، من ظهور أمراض جلدية مستحدثة وغريبة بمخيمات النزوح، بينها التهاب جلدي حاد يتسبب بتأكل الجلد واللحم. وقال سامي حميد، مسئول مركز «النخيل الطبي» بمدينة دير البلح وسط القطاع: إن «أمراضاً جلدية مستحدثة وغريبة ظهرت بالقطاع مؤخراً، بسبب الأوضاع البيئية والصحية المتدهورة».
وأضاف حميد، لوكالة «الأناضول» التركية، أن الكادر الطبي بالمركز يرجح أن سبب ظهور هذه الأمراض الجلدية هو لدغات لأنواع من الحشرات باتت توجد بمخيمات النزوح. وأوضح أن أغلبية مخيمات النزوح بوسط وجنوب القطاع توجد بمناطق تفتقر للبنية التحتية والخدمات الأساسية.
وتابع حميد: «تكدس النفايات بالشوارع، وتجمع مياه الصرف الصحي قرب خيام النزوح يشكل بؤراً خطرة لانتشار هذه الأمراض وتوالد الحشرات، ومن ثم تفاقم الحالات الجلدية الغريبة».
ومن بين الأمراض الغريبة والمستحدثة بمخيمات النزوح، وفق حميد، التهاب جلدي حاد يتسبب بظهور طفح، والذي يتحول مع مرور الأيام إلى تآكل في الجلد واللحم، وصولاً إلى العظام. ومضى قائلاً: «استقبلنا بمركز النخيل الطبي 3 حالات مرضية تعاني هذا الالتهاب الجلدي الحاد».
وأوضح أن هذه الحالات «تم تحويلها إلى مستشفى شهداء الأقصى شرق دير البلح، لإجراء الفحوص الطبية اللازمة والتعامل معها».
ويعاني النازحون في غزة أوضاعاً إنسانية صعبة، بسبب حالة النزوح المتكرر وافتقار المخيمات للخدمات الأساسية من مياه وصرف صحي، ناهيك عن الأزمات الصحية والبيئية المتفاقمة. (وكالات)
