عادي

أوكرانيا تواصل مقامرتها الخطرة.. وروسيا ترفض ابتلاع الطعم

21:19 مساء
قراءة 4 دقائق
أوكرانيا تواصل مقامرتها الخطرة.. وروسيا ترفض ابتلاع الطعم

إعداد: محمد كمال
رغم تمكن قوات أوكرانية مدعومة بالمدرعات من تحقيق مكاسب سريعة باختراق الحدود الروسية والسيطرة على عدة بلدات، في مقاطعة كورسك، فإن أوكرانيا ما زالت تواجه معضلة حقيقية تتمثل في كونها أقل عدداً وتسليحاً من القوات الروسية في معظم مناطق المواجهة، لدرجة دفعت بعض القادة الأوكرانيين للشكوى علناً من نقص القوات على الجبهة الشرقية التي تواصل روسيا تقدمها فيها، في حين تلقي كييف بأعداد أخرى إلى داخل الأراضي الروسية.
وقال مسؤولون عسكريون أوكرانيون، الاثنين، إن القوات الروسية، حتى في الوقت الذي تسعى فيه للرد على توغل مفاجئ من شمال أوكرانيا إلى روسيا، فإنها تهاجم القوات الأوكرانية على طول الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، وهو ما يعني فشل هدف كييف المعلن من التوغل المفاجئ.
ووفق خبراء عسكريين لن تتمكن أوكرانيا لوقت طويل من الاحتفاظ بالبلدات التي سيطرت عليها داخل روسيا، والتي تحاول استخدامها كورقة ضغط في مفاوضات سلام محتملة عقب الانتخابات الأمريكية في شهر نوفمبر، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز.
استغاثات الجنود الأوكرنيين
وأكد أرتيم دزيبكو، المسؤول الصحفي في كتيبة الشرطة الوطنية الأوكرانية، التي تقاتل بالقرب من بلدة تشاسيف يار ذات الأهمية الاستراتيجية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا: «رجالنا لا يشعرون بأي ارتياح». وقال إن القوات الروسية تواصل استخدام القنابل الجوية، بما يصل إلى 10 قنابل يومياً، ضد المواقع الأوكرانية. وأضاف: «الأمر صعب. ولسوء الحظ فإن الضغط الروسي لم يتراجع».
ويقول محللون عسكريون إن عدة آلاف من القوات الأوكرانية عبرت الحدود إلى روسيا في 6 أغسطس، وهي جبهة جديدة في السنة الثالثة من الحرب والمرة الأولى التي يقوم فيها الجيش الأوكراني بمثل هذا الاقتحام داخل روسيا.
وبدلاً من سحب الألوية من الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا للمساعدة على وقف التوغل في كورسك، وهي المنطقة الواقعة على طول الحدود الجنوبية الغربية لروسيا مع أوكرانيا، يبدو أن روسيا تعيد نشر وحدات ذات مستوى أدنى في منطقة كورسك، وفقاً لمعهد دراسة القوات المسلحة الروسية.
معضلة حقيقية
والمعضلة التي تواجه القيادة الأوكرانية تتمثل فيما إذا كان السعي إلى تحقيق المزيد من المكاسب يستحق المراهنة على أعداد إضافية من القوات والمعدات العسكرية التي تشتد الحاجة إليها على الجبهة الشرقية في أوكرانيا، حيث تكافح قوات كييف لاحتواء التقدم الروسي، ما يعني أن عملية التوغل تعتبر عالية المخاطر نظراً للنقص في القوى البشرية والمعدات العسكرية الأوكرانية.
وقال قائد كتيبة أوكرانية تقاتل بالقرب من المركز اللوجستي الشرقي في بوكروفسك: «ربما أكون الآن في نفس موقف الجندي الذي لا يفهم لماذا يتعين عليه الاحتفاظ بخندق.. ولكن هناك حاجة ماسة إلى 1000 رجل هنا».
وقال فرانز ستيفان جادي، المحلل العسكري المقيم في فيينا، إن المرحلة التالية من توغل كورسك تعتمد على الاحتياطيات المتوفرة لدى كل جانب وكيفية نشرها.
وسوف تحتاج أوكرانيا إلى نشر قوة بشرية إضافية وموارد عسكرية للحفاظ على الزخم، في حين سوف ترغب روسيا في شن هجوم مضاد سريع والاستفادة من قوتها النارية المتفوقة، بما في ذلك القنابل الانزلاقية الضخمة.
وقال جادي إن المشكلة الرئيسية في العملية هي أنها لا تغير الأساسيات على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، حيث تتقدم القوات الروسية، وإن كان ذلك ببطء، ضد القوات الأوكرانية التي يفوق عددها عدداً وتسليحاً. وقال: «العملية في كورسك تتطلب موارد كبيرة، خاصة من أفراد المشاة، والتي قد تكون هناك حاجة إليها بشكل أكثر إلحاحًا في أماكن أخرى».
وفي شرق أوكرانيا، شكك ضباط من الألوية، الذين كانوا في حاجة ماسة إلى المزيد من الرجال، في الحكمة من إرسال قوات لهجوم في روسيا، على الرغم من الآمال في أن يؤدي ذلك إلى إبعاد القوات الروسية عن جبهة القتال تلك.
وقال الضابط الأوكراني بالقرب من تشاسيف يار: «لا نشعر بأي تغييرات، على الأقل حتى الآن». وأضاف: «الروس لن ينقلوا أي قوات من الشرق إلى كورسك. لديهم احتياطيات.»
وتشير التقارير الروسية إلى أن تقدم أوكرانيا السريع تحقق باستخدام معدات الحرب الإلكترونية لتعطيل الاتصالات الروسية ومساعدة القوات الأوكرانية على اقتحام الأراضي الروسية باستخدام مركبات مدرعة سريعة الحركة مدعومة بطائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي.
تبادل الرهائن
ويشير مسؤول أمريكي إلى أن أحد أسباب قيام أوكرانيا بالتوغل هو تعطيل خطوط الإمداد الروسية إلى الجبهة الشمالية في خاركيف، حيث شنت القوات الروسية توغلاً خاصاً بها في مايو/أيار. وقد أخذت أوكرانيا عشرات السجناء، ويمكنها أن تستبدلهم بمعتقلين لديها محتجزين في روسيا، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت الولايات المتحدة إنها لم تكن على علم بالعملية قبل إطلاقها، كما هو معتاد في أي خطوة تكتيكية. وحثت إدارة بايدن على عدم شن ضربات عسكرية أوكرانية في روسيا، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن هذا التوغل يتوافق مع القواعد الأمريكية التي تسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة التي قدمتها الولايات المتحدة للدفاع عن نفسها، في ضوء الهجوم الروسي في مقاطعة خاركيف.
هجوم مشابه
ومن المتوقع أن يشبه القتال الإقليمي الحالي المعارك داخل أوكرانيا، مما يمنح موسكو مساحة لعدم المبالغة في رد الفعل. ومع ذلك، أعرب بعض المسؤولين الأمريكيين عن قلقهم من أن قتل القوات الروسية على أراضيهم قد يدفع بوتين إلى الإذن بانتقام شرس، أي إطلاق وابل كبير من الصواريخ التي تستهدف المدن والبنية التحتية الأوكرانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/33u8m65k

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"